سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ثُمَّ سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى الْقَرَدَةِ وَكَانَتْ لِهِلَالِ جُمَادَى الْآخِرَةِ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةٍ وَعِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهِيَ أَوَّلُ سَرِيَّةٍ خَرَجَ فِيهَا زَيْدٌ أَمِيرًا، وَالْقَرَدَةُ مِنْ أَرْضِ نَجْدٍ بَيْنَ الرَّبَذَةِ وَالْغَمْرَةِ نَاحِيَةُ ذَاتِ عِرْقٍ، بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَعْتَرِضُ لِعِيرِ قُرَيْشٍ فِيهَا صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ وَحُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَمَعَهُ مَالٌ كَثِيرٌ نُقَرُّ، وَآنِيَةُ فِضَّةٍ وَزْنُ ثَلَاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. وَكَانَ دَلِيلُهُمْ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ الْعِجْلِيُّ، فَخَرَجَ بِهِمْ عَلَى ذَاتِ عِرْقٍ طَرِيقَ الْعِرَاقِ، فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمَرُهُمْ فَوَجَّهَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي مِائَةِ رَاكِبٍ فَاعْتَرَضُوا لَهَا، فَأَصَابُوا الْعِيرَ وَأَفْلَتَ أَعْيَانُ الْقَوْمِ وَقَدِمُوا بِالْعِيرِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَخَمَّسَهَا فَبَلَغَ الْخُمُسُ فِيهِ عِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَقَسَّمَ مَا بَقِيَ عَلَى أَهْلِ السَّرِيَّةِ، وَأُسِرَ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقِيلَ لَهُ: «إِنْ تُسْلِمْ تُتْرَكْ» فَأَسْلَمَ فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْقَتْلِ.