وَهَذَا رَهِينَةُ وَسْقَيْنِ قَالَ: فَتَرْهَنُونِي نِسَاءَكُمْ قَالُوا: أَنْتَ أَجْمَلُ النَّاسِ وَلَا نَأْمَنُكَ وَأَيُّ امْرَأَةٍ تَمْتَنِعُ مِنْكَ لِجَمَالِكَ؟ وَلَكِنَّا نَرْهَنُكَ سِلَاحَنَا وَقَدْ عَلِمْتَ حَاجَتَنَا إِلَى السِّلَاحِ الْيَوْمَ قَالَ: نَعَمِ , ائْتُونِي بِسِلَاحِكُمْ وَاحْتَمِلُوا مَا شِئْتُمْ قَالُوا: فَانْزِلْ إِلَيْنَا نَأْخُذْ عَلَيْكَ، وَتَأْخُذْ عَلَيْنَا، فَذَهَبَ يَنْزِلُ، فَتَعَلَّقَتْ بِهِ امْرَأَتُهُ وَقَالَتْ: أَرْسِلْ إِلَى أَمْثَالِهِمْ مِنْ قَوْمِكَ يَكُونُوا مَعَكَ قَالَ لَوْ وَجَدُونِي هَؤُلَاءِ نَائِمًا مَا أَيْقَظُونِي، قَالَتْ فَكَلِّمْهُمْ مِنْ فَوْقِ الْبَيْتِ فَأَبَى عَلَيْهَا فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ تَفُوحُ رِيحُهُ، فَقَالُوا: مَا هَذِهِ الرِّيحُ يَا فُلَانُ؟ قَالَ: عِطْرُ أُمِّ فُلَانٍ لِامْرَأَتِهِ، فَدَنَا بَعْضُهُمْ يَشُمُّ رَأْسَهُ ثُمَّ اعْتَنَقَهُ، وَقَالَ: اقْتُلُوا عَدُوَّ اللَّه ِ فَطَعَنَهُ أَبُو عَبْسٍ فِي خَاصِرَتِهِ، وَعَلَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بِالسَّيْفِ فَقَتَلُوهُ ثُمَّ رَجَعُوا فَأَصْبَحَتِ الْيَهُودُ مَذْعُورِينَ، فَجَاءُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: قُتِلَ سَيِّدُنَا غِيلَةً فَذَكَّرَهُمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم صَنِيعَهُ وَمَا كَانَ يَحُضُّ عَلَيْهِمْ وَيُحَرِّضُ فِي قِتَالِهِمْ وَيُؤْذِيهِمْ، ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى أَنْ يَكْتُبُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ صُلْحًا أَحْسَبُهُ قَالَ: وَكَانَ ذَلِكَ الْكِتَابُ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ بَعْدُ