بَعْضًا وَلَصِقَ بِأَبِي نَائِلَةَ، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: فَذَكَرْتُ مِغْوَلًا كَانَ فِي سَيْفِي فَانْتَزَعْتُهُ فَوَضَعْتُهُ فِي سُرَّتِهِ ثُمَّ تَحَامَلْتُ عَلَيْهِ فَقَطَّطْتُهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى عَانَتِهِ فَصَاحَ عَدُوُّ اللَّهِ صَيْحَةً مَا بَقِيَ أُطُمٌ مِنْ آطَامِ يَهُودٍ إِلَّا أُوقِدَتْ عَلَيْهِ نَارٌ ثُمَّ حَزُّوا رَأْسَهُ وَحَمَلُوهُ مَعَهُمْ فَلَمَّا بَلَغُوا بَقِيعَ الْغَرْقَدِ كَبَّرُوا وَقَدْ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تِلْكَ اللَّيْلَةِ يُصَلِّي فَلَمَّا سَمِعَ تَكْبِيرَهُمْ كَبَّرَ وَعَرَفَ أَنْ قَدْ قَتَلُوهُ، ثُمَّ انْتَهَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَفْلَحَتِ الْوُجُوهُ» فقَالُوا: وَوَجْهُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَرَمَوْا بِرَأْسِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى قَتْلِهِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: مَنْ ظَفَرْتُمْ بِهِ مِنْ رِجَالِ يَهُودٍ فَاقْتُلُوهُ، فَخَافَتِ الْيَهُودُ فَلَمْ يَطْلُعُ مِنْهُمْ أَحَدٌ وَلَمْ يَنْطِقُوا وَخَافُوا أَنْ يُبَيَّتُوا كَمَا بُيِّتَ ابْنُ الْأَشْرَفِ.