أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ زَامِلِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: «كَانَ فَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجُذَامِيُّ عَامِلًا لِقَيْصَرَ عَلَى عُمَانَ مِنْ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ كَتَبَ إِلَى هِرَقْلَ، وَالْحَارِثِ بْنِ أَبِي شَمَّرَ، وَلَمْ يَكْتُبْ إِلَيْهِ، فَأَسْلَم فَرْوَةُ، وَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِإِسْلَامِهِ، وَبَعَثَ مِنْ عِنْدِهِ رَسُولًا يُقَالُ لَهُ مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ -[436]- مِنْ قَوْمِهِ، وَأَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَغْلَةً يُقَالُ لَهَا فِضَّةُ، وَحِمَارُهُ يَعْفُورٌ، وَفَرَسًا يُقَالُ لَهُ الظَّرِبُ، وَأَثْوَابًا مِنْ كَتَنٍ، وَقَبَاءً مِنْ سُنْدُسٍ مُحَرَّضًا بِالذَّهَبِ، فَقَبِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِتَابَهُ وَهَدِيَّتَهُ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ جَوَابَ كِتَابِهِ، وَأَجَازَ رَسُولَهُ بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشٍّ، وَبَلَغَ قَيْصَرَ إِسْلَامُ فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو، فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَحَبَسَهُ حَتَّى مَاتَ فِي السِّجْنِ، فَلَمَّا مَاتَ صَلَبُوهُ»