أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ، كَانَ مِنْ حَيِّ مِنْ قُضَاعَةَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَكَانَ أَصْلُهُ جَزَرِيًّا، فَلَمَّا تَوَلَّى أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ عَلَى الْجَزِيرَةِ ضَمَّ أَبَا سَعِيدٍ إِلَى الْمَهْدِيِّ، وَالْمَهْدِيُّ يَوْمَئِذٍ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ أَوْ نَحْوِهَا، فَقَدِمَ مَعَهُ إِلَى بَغْدَادَ، ثُمَّ ضَمَّ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِلَى الْمَهْدِيِّ سُفْيَانَ بْنَ حُسَيْنٍ، فَضَمَّ الْمَهْدِيُّ أَبَا سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْمَهْدِيِّ، فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ أَبُو سَعِيدٍ بِبَغْدَادَ فِي خِلَافَةِ مُوسَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ الْخَيْزُرَانِ، وَكَانَ مَنْزِلُهُ فِي الرَّصَافَةِ، وَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ يَرْوِي عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ، وَخَصِيفٍ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ بُدَيْمَةَ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حُرَّةَ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ