قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ الْأُسَيِّدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ - وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى الْبَحْرَيْنِ - قَالَ: " كُنَّا أُغَيْلِمَةً بِالْمَدِينَةِ فِي أُصُولِ النَّخْلِ نَلْتَقِطُ الْبَلَحَ الَّذِي يُسَمُّونَهُ الْخَلَالُ، فَخَرَج إِلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَتَفَرَّقَ الْغِلْمَانُ وَثَبَتُّ مَكَانِي، فَلَمَّا غَشِيَنِي قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا هَذَا مَا أَلْقَتِ الرِّيحُ قَالَ: «أَرِنِي أَنْظُرْ، فَإِنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيَّ» ، فَنَظَر فِي حِجْرِي، فَقَالَ: «صَدَقْتَ» فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، تَرَى هَؤُلَاءِ الْآنَ، وَاللَّهِ لَئِنِ انْطَلَقْتُ لَأَغَارُوا عَلَيَّ، فَانْتَزَعُوا مَا مَعِي، قَالَ: فَمَشَى حَتَّى بَلَّغَنِي مَأْمَنِي