قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أَبِي، عَنْ جَدِّي، وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ الْجَحْدَرِيُّ، عَنْ أَبِي، عَنْ جَدِّي، وَحَدَّثَنِي مَيْمُونُ بْنُ جَابَانَ، عَنْ عَمِّي، عَنْ جَدِّي قَالَ: سَأَلْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ الْمُكَاتَبَةَ، قَالَ: فَقَالَ لِي: «كَمْ تَعْرِضُ؟» قُلْتُ: أَعْرِضُ مِائَةَ أُوقِيَّةٍ، قَالَ: " فَمَا اسْتَزَادَنِي، وَكَاتَبَنِي عَلَيْهَا، وَأَرَادَ أَنْ يُعَجِّلَ لِي مِنْ مَالِهِ طَائِفَةً، قَالَ: وَلَيْسَ عِنْدَهُ يَوْمَئِذٍ مَالٌ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَى حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ: «إِنِّي -[119]- كَاتَبْتُ غُلَامِي، وَأُرِيدُ أَنْ أُعَجِّلَ لَهُ مِنْ مَالِي طَائِفَةً، فَأَرْسِلِي إِلَيَّ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَنَا شَيْءٌ» ، فَأَرْسَلَتْ بِهَا إِلَيْهِ قَالَ: فَأَخَذَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِيَمِينِهِ، قَالَ: فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: " {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} [النور: 33] ، فَخُذْهَا، بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا "، قَالَ: فَبَارَكَ اللَّهُ لِي فِيهَا، عُتِقْتُ مِنْهَا، وَأَصَبْتُ مِنْهَا الْمَالَ الْكَثِيرَ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَأْذَنَ لِي إِلَى الْعِرَاقِ، قَالَ: «أَمَّا إِذْ كَاتَبْتُكَ، فَانْطَلِقْ حَيْثُ شِئْتَ» ، قَالَ: فَقَالَ لِي نَاسٌ كَاتَبُوا مَوَالِيَهُمْ: كَلِّمْ لَنَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَكْتُبَ لَنَا كِتَابًا إِلَى أَمِيرِ الْعِرَاقِ نُكْرَمْ بِهِ، قَالَ: وَعَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ لَا يُوَافِقُهُ، فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ أَصْحَابِي، قَالَ: فَكَلَّمْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اكْتُبْ لَنَا كِتَابًا إِلَى عَامِلِكَ بِالْعِرَاقِ نُكْرَمْ بِهِ، قَالَ: فَغَضِبَ وَانْتَهَرَنِي، وَلَا وَاللَّهِ مَا سَبَّنِي سُبَّةً قَطُّ، وَلَا انْتَهَرَنِي قَطُّ قَبْلَهَا، فَقَالَ: «أَتُرِيدُ أَنْ تَظْلِمَ النَّاسَ؟» قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: «فَإِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَسَعُكَ مَا يَسَعُهُمْ» قَالَ: فَقَدِمْتُ الْعِرَاقَ، فَأَصَبْتُ مَالًا، وَرَبِحْتُ رِبْحًا كَثِيرًا. قَالَ: فَأَهْدَيْتُ لَهُ طُنْفُسَةً وَنَمَطًا، قَالَ: فَجَعَلَ يُطَايِبُنِي وَيَقُولُ: «إِنَّ ذَا لَحَسَنٌ» ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا هِيَ هَدِيَّةٌ أَهْدَيْتُهَا لَكَ، قَالَ: «إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ عَلَيْكَ مِنْ مُكَاتَبَتِكَ شَيْءٌ، فَبِعْ هَذَا، وَاسْتَعِنْ بِهِ فِي مُكَاتَبَتِكَ» ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ