قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ قَالَ: " كَانَ أَبُو رِفَاعَةَ إِذَا صَلَّى، فَفَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَدُعَائِهِ، كَانَ آخِرَ مَا يَدْعُو بِهِ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، فَإِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ فَوَفِّنِي وَفَاةً طَاهِرَةً طَيِّبَةً، يَغْبِطُنِي بِهَا مَنْ سَمِعَ بِهَا مِنْ إِخْوَانِي الْمُسْلِمِينَ مِنْ عِفَّتِهَا وَطَهَارَتِهَا وَطِيبِهَا، وَاجْعَلْ وَفَاتِي قَتْلًا فِي سَبِيلِكَ، وَاخْدَعْنِي عَنْ نَفْسِي» قَالَ: فَخَرَجَ فِي جَيْشٍ عَلَيْهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ قَالَ: فَخَرَجَتْ مِنْ ذَلِكَ الْجَيْشِ سَرِيَّةٌ عَامَّتُهُمْ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ. قَالَ: فَقَالَ: إِنِّي لَمُنْطَلِقٌ مَعَ هَذِهِ السَّرِيَّةِ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ: لَيْسَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي أَخِيكَ، وَلَيْسَ فِي رَحْلِكَ أَحَدٌ قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لِشَيْءٍ، لِي عَلَيْهِ عَزْمٌ، إِنِّي لَمُنْطَلِقٌ ". فَانْطَلَقَ مَعَهُمْ، فَأَطَافَتِ السَّرِيَّةُ بِقَلْعَةٍ، أَوْ بِقَصْرٍ فِيهِ الْعَدُوُّ لَيْلًا، وَبَاتَ يُصَلِّي، حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ اللَّيْلِ تَوَسَّدَ تُرْسَهُ، فَنَامَ، وَأَصْبَحَ أَصْحَابُهُ يَنْظُرُونَ مِنْ أَيْنَ مُقَابَلَتُهَا، مِنْ أَيْنَ يَأْتُونَهَا؟ وَنَسْوهُ نَائِمًا حَيْثُ كَانَ. قَالَ: فَبَصُرَ بِهِ الْعَدُوُّ، فَأَنْزَلُوا إِلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَعْلَاجٍ مِنْهُمْ، فَأَتَوْهُ وَإِنَّهُ لَنَائِمٌ، فَأَخَذُوا سَيْفَهُ، فَذَبَحُوهُ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: أَبُو رِفَاعَةَ نَسِينَاهُ حَيْثُ كُنَّا. فَرَجَعُوا إِلَيْهِ، فَوَجَدُوا الْأَعْلَاجَ يُرِيدُونَ أَنْ يَسْلُبُوهُ، فَأَرْحَلُوهُمْ عَنْهُ، فَاجْتَرَّوهُ، فَقَالَ عَبْدُ -[70]- الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ: مَا شَعَرَ أَخُو بَنِي عَدِيٍّ بِالشَّهَادَةِ حَتَّى أَتَتْهُ "