جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ فَاسْتَقْبَلَ عُمَرُ بِخِلافَتِهِ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ صَبِيحَةَ مَوْتِ أَبِي بَكْرٍ. رَحِمَهُ اللَّهُ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَشْعَثَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ فِيمَا نَظُنُّ أَنَّ أَوَّلَ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا عُمَرُ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَقَدِ ابْتُلِيتُ بِكُمْ وَابْتُلِيتُمْ بِي وَخَلَفْتُ فِيكُمْ بَعْدَ صَاحِبِي. فَمَنْ كَانَ بِحَضْرَتِنَا بَاشَرْنَاهُ بِأَنْفُسِنَا وَمَهْمَا غَابَ عَنَّا وَلَّيْنَا أَهْلَ الْقُوَّةِ وَالأَمَانَةِ. فَمَنْ يحسن نزده حسنا ومن يسيء نُعَاقِبْهُ وَيَغْفِرُ اللَّهُ لَنَا وَلَكُمْ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

كَانَ أَوَّلُ كَلامٍ تَكَلَّمَ بِهِ عُمَرُ حِينَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ أَنْ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي شَدِيدٌ فَلَيِّنِّي وَإِنِّي ضعيف فقوتي وَإِنِّي بَخِيلٌ فَسَخِّنِي.

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ ذِي قَرَابَةٍ لَهُ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: ثَلاثَ كَلِمَاتٍ إِذَا قُلْتُهَا فَهَيْمِنُوا عَلَيْهَا: اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّنِي. اللَّهُمَّ إِنِّي غَلِيظٌ فَلَيِّنِّي. اللَّهُمَّ إِنِّي بَخِيلٌ فَسَخِّنِي.

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ قَالا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ:

سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلالٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْ شَهِدَ وَفَاةَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَلَمَّا فَرَغَ عُمَرُ مِنْ دَفْنِهِ نَفْضَ يَدَهُ عَنْ تُرَابِ قَبْرِهِ ثُمَّ قَامَ خَطِيبًا مَكَانَهُ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ ابْتَلاكُمْ بِي وَابْتَلانِي بِكُمْ وَأَبْقَانِي فيكم بعد صاحبي. فو الله لا يَحْضُرُنِي شَيْءٌ مِنْ أَمْرِكُمْ فَيَلِيَهُ أَحَدٌ دوني ولا يتغيب عني فآلو فيه عن الجزء والأمانة. ولئن أحسنوا لأحسنن إليهم ولئن أساءوا لأنكلن بهم. قال الرجل: فو الله مَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا.

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لِيَعْلَمْ مَنْ وَلِيَ هَذَا الأَمْرَ مِنْ بَعْدِي أَنْ سَيُرِيدُهُ عَنْهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ. إِنِّي لأُقَاتِلُ النَّاسَ عَنْ نَفْسِي قِتَالا. وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَقْوَى عَلَيْهِ مِنِّي لَكُنْتُ أُقَدَّمُ فَتُضْرَبُ عُنُقِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلِيَهِ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ عَنْ أَيُّوبَ وَابْنِ عَوْنٍ وَهِشَامٍ. دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنِ الأَحْنَفِ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا بِبَابِ عُمَرَ فَمَرَّتْ جَارِيَةٌ فَقَالُوا سُرِّيَّةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَتْ: مَا هِيَ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِسُرِّيَّةٍ وَمَا تَحِلُّ لَهُ. إِنَّهَا مِنْ مَالِ اللَّهِ. فَقُلْنَا: فَمَاذَا يَحِلُّ لَهُ مِنْ مَالِ اللَّهِ؟ فَمَا هُوَ إِلا قَدْرُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015