[ذِكْرُ وَفَاةِ آمِنَةَ أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى الله عليه وسلم - ص]
الْمُنْذِرِ ثُمَّ نَزَلا مِنَّا بِمِثْلِ الَّذِي نَزَلْتَ بِهِ رَجَوْنَا عَطْفَهُمَا وَعَائِدَتَهُمَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمَكْفُولِينَ. وَيُقَالُ إِنَّهُ قَالَ يَوْمَئِذٍ أَبُو صُرَدٍ: إِنَّمَا فِي هَذِهِ الْحَظَائِرِ أَخَوَاتُكَ وَعَمَّاتُكَ وَخَالاتُكَ وَبَنَاتُ عَمِّكَ وَبَنَاتُ خَالاتِكَ وَأَبْعَدُهُنَّ قَرِيبٌ مِنْكَ. بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! إِنَّهُنَّ حَضَنَّكَ فِي حُجُورِهِنَّ وَأَرْضَعْنَكَ بِثُدَيِّهِنَّ وَتَوَرَّكْنَكَ عَلَى أَوْرَاكِهِنَّ. وَأَنْتَ خَيْرُ الْمَكْفُولِينَ. [فقال رسول الله. ص: إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ أَصْدَقُهُ وَعِنْدِي مَنْ تَرَوْنَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَفَأَبْنَاؤُكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ أَمْ أَمْوَالُكُمْ؟ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ خَيَّرْتَنَا بَيْنَ أَحْسَابِنَا وَأَمْوَالِنَا. وَمَا كُنَّا لِنَعْدِلَ بِالأَحْسَابِ شَيْئًا. فرد علينا أبناءنا ونساءنا. فقال النبي. ص: أما ما لي ولبني عبد المطلب فهو لَكُمْ وَأَسْأَلُ لَكُمُ النَّاسَ فَإِذَا صَلَّيْتُ بِالنَّاسِ الظُّهْرَ فَقُولُوا نَسْتَشْفِعُ بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَى الْمُسْلِمِينَ وَبِالْمُسْلِمِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ.
فَإِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ. وَسَأَطْلُبُ لَكُمْ إِلَى النَّاسِ. فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الظُّهْرَ. قَامُوا فَتَكَلَّمُوا بِالَّذِي قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَدَّ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا كَانَ لَهُ وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَرَدَّ الْمُهَاجِرُونَ وَرَدَّ الأَنْصَارُ. وَسَأَلَ لَهُمْ قَبَائِلَ الْعَرَبِ فَاتَّفَقُوا عَلَى قَوْلٍ وَاحِدٍ بِتَسْلِيمِهِمْ وَرِضَاهُمْ وَدَفْعِ مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ مِنَ السَّبْيِ إِلا قَوْمًا تَمَسَّكُوا بِمَا فِي أَيْدِيهِمْ فَأَعْطَاهُمْ إِبِلا عِوَضًا مِنْ ذَلِكَ.]
ذِكْرُ وَفَاةِ آمِنَةَ أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم -
قال: أخبرنا محمد بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الأَسْلَمِيُّ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قال:
وحدثنا هَاشِمُ بْنُ عَاصِمٍ الأَسْلَمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ. قَالُوا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَ أُمِّهِ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ. فَلَمَّا بَلَغَ سِتَّ سِنِينَ خَرَجَتْ بِهِ إِلَى أَخْوَالِهِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ بِالْمَدِينَةِ تَزُورُهُمْ بِهِ. وَمَعَهُ أُمُّ أَيْمَنَ تَحْضُنُهُ وَهُمْ عَلَى بَعِيرَيْنِ. فَنَزَلَتْ بِهِ فِي دَارِ النَّابِغَةِ. فَأَقَامَتْ بِهِ عِنْدَهُمْ شَهْرًا. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَذْكُرُ أُمُورًا كَانَتْ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ. لَمَّا نَظَرَ إِلَى أُطُمِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ عَرَفَهُ وَقَالَ: [كُنْتُ أُلاعِبُ أُنَيْسَةَ جَارِيَةً مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى هَذَا الأُطُمِ وَكُنْتُ مَعَ غِلْمَانٍ مِنْ أَخْوَالِي نُطَيِّرُ طَائِرًا كَانَ يَقَعُ عَلَيْهِ. وَنَظَرَ إِلَى الدَّارِ فَقَالَ: هَهُنَا نَزَلَتْ بِي