غزوة رسول الله. ص. الغابة

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وهو [يقول: آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون!] وغاب عن المدينة أربع عشرة ليلة.

أخبرنا عبد الله بن أبي إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ. حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - خَرَجَ فِي غَزْوَةِ بَنِي لِحْيَانَ وَأَظْهَرَ أَنَّهُ يُرِيدُ الشَّأَمْ لَيُصِيبَ مِنْهُمْ غِرَّةً. فَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ فَسَلَكَ عَلَى غُرَابٍ ثُمَّ عَلَى مَخِيضٍ ثُمَّ عَلَى الْبَتْرَاءِ ثُمَّ صَفَّقَ ذَاتَ الْيَسَارِ. فخرج على بين ثُمَّ عَلَى صُخَيْرَاتِ الثُّمَامِ ثُمَّ اسْتَقَامَ بِهِ الطَّرِيقُ عَلَى السَّيَّالَةِ فَأَغَذَّ السَّيْرَ سَرِيعًا حَتَّى نَزَلَ عَلَى غُرَّانَ. هَكَذَا قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ. وَهِيَ مَنَازِلُ بَنِي لِحْيَانَ. فَوَجَدَهُمْ قَدْ تَمَنَّعُوا في رؤوس الْجِبَالِ. فَلَمَّا أَخْطَأَهُ مِنْ عَدُوِّهِ مَا أَرَادَ قَالُوا: لَوْ أَنَا هَبَطْنَا عُسْفَانَ فَنُرِيَ أَهْلَ مَكَّةَ أَنَا قَدْ جِئْنَاهَا. فَخَرَجَ فِي مِائَتَيْ رَاكِبٍ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى نَزَلَ عُسْفَانَ ثُمَّ بَعَثَ فَارِسَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى بَلَغَا كُرَاعَ الْغَمِيمِ ثُمَّ كَرَّا وَرَاحَ قَافِلا. فَكَانَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: [سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

يَقُولُ: تَائِبُونَ آئِبُونَ. إِنْ شَاءَ اللَّهُ. حَامِدُونَ لِرَبِّنَا عَابِدُونَ! أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ] .

أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ. أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ الْمُعَلِّمُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْدِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْثًا إِلَى بَنِي لِحْيَانَ مِنْ هُذَيْلٍ [وَقَالَ: لِيَنْبَعِثْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا وَالأَجْرُ بَيْنَهُمَا] .

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّنْعَانِيُّ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عقيل بن معقل عن أبيه عن وهب قَالَ: [أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يَقُولُ أَوَّلَ مَا غَزَا عُسْفَانَ ثُمَّ رَجَعَ: آئبون تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ!] .

غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْغَابَةَ (?)

ثُمَّ غزوة رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الغابة وهي عَلَى بريد مِن المدينة طريق الشأم فِي شهر ربيع الأول سنة ست مِن مهاجره.

قَالُوا: كانت لقاح رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهي عشرون لقحة ترعى بالغابة. وكان أَبُو ذر فيها. فأغار عليهم عيينة بْن حصن ليلة الأربعاء في أربعين فارسا فاستاقوها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015