فَرَسٍ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ قَدْ أَرْخَاهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ. عَلَى ثَنَايَاهُ الْغُبَارُ وَتَحْتَهُ قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ.

فَقَالَ: أَوَضَعْتَ السِّلاحَ قَبْلَ أَنْ نَضَعَهُ؟ إِنَّ الله يأمرك أن تسير إلى بني قريظة.

أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: حَاصَرَ نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَنِي قُرَيْظَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً.

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ عَنْ شُعْبَةَ جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ. أَخْبَرَنَا عَطِيَّةُ الْقُرَظِيُّ قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ أُخِذَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ فَكَانُوا يَقْتُلُونَ مَنْ أَنَبَتَ وَيَتْرُكُونَ مَنْ لَمْ يُنْبِتْ فَكُنْتُ فِيمَنْ لَمْ يُنْبِتْ.

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ قَالَ:

كَانَ بَيْنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَيْنَ قُرَيْظَةَ وَلْثٌ من عهد. فلما جاءت الأحزاب بما جاؤوا بِهِ مِنَ الْجُنُودِ نَقَضُوا الْعَهْدَ وَظَاهَرُوا الْمُشْرِكِينَ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ اللَّهُ الْجُنُودَ وَالرِّيحَ فَانْطَلَقُوا هَارِبِينَ وَبَقِيَ الآخَرُونَ فِي حِصْنِهِمْ. قَالَ: فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

وَأَصْحَابُهُ السِّلاحَ فَجَاءَ جِبْرِيلُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَرَجَ إِلَيْهِ. فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو مُتَسَانِدٌ إِلَى لَبَانِ الْفَرَسِ قَالَ: يَقُولُ جِبْرِيلُ مَا وَضَعْنَا السِّلاحَ بَعْدُ وَإِنَّ الْغُبَارَ لَعَاصِبٌ عَلَى حَاجِبِهِ. انْهَدْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ. قَالَ: [فقال رسول الله. ص: إِنَّ فِي أَصْحَابِي جَهْدًا فَلَوْ أَنْظَرْتَهُمْ أَيَّامًا] . قال: يقول جبريل. ع. انْهَدْ إِلَيْهِمْ.

لأُدْخِلَنَّ فَرَسِي هَذَا عَلَيْهِمْ فِي حصونهم ثم لأضعضعنها. قال: فأدبر جبريل. ع. وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمَلائِكَةِ حَتَّى سَطَعَ الْغُبَارُ فِي زُقَاقِ بَنِي غَنْمٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْلِسْ فَلْنُكْفِكَ! قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُمْ يَنَالُونَ مِنْكَ. [قَالَ: قَدْ أُوذِيَ مُوسَى بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا.

قَالَ: وَانْتَهَى إِلَيْهِمْ فَقَالَ: يَا إِخْوَةَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ. إِيَّايَ إِيَّايَ!] قَالَ: فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ مَا عَهِدْنَاهُ فَحَّاشًا. قَالَ: وَقَدْ كَانَ رُمِيَ أَكْحَلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَرَقَأَ الْجَرْحُ وَأَجْلَبَ وَدَعَا اللَّهَ أَنْ لا يُمِيتَهُ حَتَّى يَشْفِيَ صَدْرَهُ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ. قَالَ:

فَأَخَذَهُمْ مِنَ الْغَمِّ فِي حِصْنِهِمْ مَا أَخَذَهُمْ فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ مِنْ بَيْنِ الْخَلْقِ. قَالَ: فَحَكَمَ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ. قَالَ حُمَيْدٌ: قَالَ بَعْضُهُمْ وَتَكُونُ الدِّيَارُ لِلْمُهَاجِرِينَ دُونَ الأَنْصَارِ. قَالَ: فَقَالَتِ الأَنْصَارُ إِخْوَتُنَا كُنَّا مَعَهُمْ. فَقَالَ: إِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَسْتَغْنُوا عَنْكُمْ. قَالَ: فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُمْ وَحُكْمَ فِيهِمْ بِمَا حَكَمَ مَرَّتْ عَلَيْهِ عَنْزٌ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ. فَأَصَابَتِ الْجَرْحَ بِظِلْفِهَا. فَمَا رَقَأَ حَتَّى مَاتَ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015