الشَّهِيدَةَ. وَكَانَتْ قَدْ جَمَعَتِ الْقُرْآنَ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ حِينَ غَزَا بَدْرًا قَالَتْ لَهُ: تَأْذَنُ لِي فَأَخْرُجَ مَعَكَ أُدَاوِي جَرْحَاكُمْ وَأُمَرِّضُ مَرْضَاكُمْ لَعَلَّ اللَّهَ يُهْدِي لِي شَهَادَةً. [قَالَ: إِنَّ اللَّهَ مُهْدٍ لَكِ شَهَادَةً] . فَكَانَ يُسَمِّيهَا الشَّهِيدَةَ. وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ أَمَرَهَا أَنْ تَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا. وَكَانَ لَهَا مُؤَذِّنٌ. وَكَانَتْ تَؤُمُّ أَهْلَ دَارِهَا حَتَّى غَمَّهَا غُلامٌ لَهَا وَجَارِيَةٌ لَهَا كَانَتْ دَبَّرَتْهُمَا فَقَتَلاهَا فِي إِمَارَةِ عُمَرَ. فَقِيلَ: إِنَّ أُمَّ وَرَقَةَ غَمَّهَا غُلامُهَا وَجَارِيَتُهَا فَقَتَلاهَا وَإِنَّهُمَا هَرَبَا. فَأُتِيَ بِهِمَا فَصَلَبَهُمَا. فَكَانَا أَوَّلَ مَصْلُوبَيْنِ بِالْمَدِينَةِ. [وَقَالَ عُمَرُ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ كَانَ يَقُولُ: انْطَلِقُوا بِنَا نَزُورُ الشَّهِيدَةَ] .
أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ [رِفَاعَةَ بن سموال طَلَّقَ امْرَأَتَهُ تَمِيمَةَ بِنْتَ وَهْبٍ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ثلاثا فَنَكَحَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الزُّبَيْرِ فَاعْتَرَضَ عَنْهَا فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَنْكِحَهَا. فَفَارَقَهَا فَأَرَادَ رِفَاعَةُ أَنْ يَنْكِحَهَا وَهُوَ زَوْجُهَا الأَوَّلُ الَّذِي كَانَ طَلَّقَهَا. فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ فَنَهَاهُ عَنْ تَزَوُّجِهَا وَقَالَ:
لا تَحِلُّ لَكَ حَتَّى تَذُوقَ الْعُسَيْلَةَ] .
وفي بعض الحديث أم بشير. وهي واحدة. وكانت امرأة زيد بن حارثة. أسلمت وبايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وروت عنه وروى عنها جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ. حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أُمِّ بَشِيرٍ الأَنْصَارِيَّةِ قَالَتْ: [دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا فِي نَخْلٍ لِي فَقَالَ: مَنْ غَرَسَهُ. مُسْلِمٌ أَوْ كَافِرٌ؟ قُلْتُ: مُسْلِمٌ. قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زرعا فليأكل مِنْهُ إِنْسَانٌ أَوْ طَائِرٌ أَوْ سَبُعٌ إِلا كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ] .
أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: [أَخْبَرَتْنِي أُمُّ مُبَشِّرٍ أَنَّهَا سَمِعْتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ:
لا يَدْخُلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ النَّارَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا. قَالَتْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَانْتَهَرَهَا فَقَالَتْ حَفْصَةُ: وَإِنْ منكم إلا واردها. فقال النبي. ص: قَدْ قَالَ: «ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا» مريم: 72.]
أسلمت وبايعت رسول الله وروت عنه. وهي التي