وَعِشْرُونَ لَيْلَةً نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ مَشْرُبَتِهِ. قَالَتْ: فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا نَبِيَّ اللَّهِ! قُلْتُ كَلِمَةً لَمْ أُلْقِ لَهَا بَالا فَغَضِبْتَ عَلَيَّ. أَلَيْسَ قُلْتَ شَهْرًا؟ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ إِنَّمَا الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا. وَعَطَفَ بِإِبْهَامِهِ فِي الثَّالِثَةِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ عَنِ ابْنِ مَنَّاحٍ عَنْ عَائِشَةَ نَحْوَ حَدِيثِ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ إِلا أَنَّهُ قَالَ حِينَ لَقِيَهُ الأَنْصَارِيُّ:

يَا وَيْحَ حَفْصَةَ! ثُمَّ دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ. قَالَ: لَعَلَّكِ تُرَاجِعِينَ النَّبِيَّ بِمِثْلِ مَا تُرَاجِعُهُ بِهِ عَائِشَةُ. إِنَّهُ لَيْسَ لَكِ مِثْلُ حَظْوَةِ عَائِشَةَ وَلا حُسْنُ زَيْنَبَ. ثُمَّ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَ:

يَا أُمَّ سَلَمَةَ وَتُكَلِّمِنَ رَسُولَ اللَّهِ وتراجعنه في شيء! فقالت أم سلمة: وا عجباه! وَمَا لَكَ وَلِلدُّخُولِ فِي أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ وَنِسَائِهِ! أَيْ وَاللَّهِ إِنَّا لَنُكَلِّمَهُ فَإِنْ حَمَلَ ذَلِكَ كَانَ أَوْلَى بِهِ وَإِنْ نَهَانَا كَانَ أطول عِنْدَنَا مِنْكَ. قَالَ عُمَرُ: فَنَدِمْتُ عَلَى كَلامِي لِنِسَاءِ النَّبِيِّ بِمَا قُلْتُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مَالِكٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنَا أَبِي الرِّجَالِ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ [قَالَتْ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ لَحْمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَهْدِي لِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ. قَالَتْ فَأَهْدَيْتُ لَهَا فَرَدَّتْهُ فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكِ أَلا زِدْتِهَا. قَالَتْ: فَزِدْتُهَا حَتَّى زِدْتَهَا ثَلاثًا فَقُلْتُ: لَقَدْ أَقْمَأَتْكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: لأَنْتُنَّ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ تُقْمِئْنَنِي. لا أَدْخُلُ عَلَيْكُنَّ إِلَى تِسْعٍ وَعِشْرِينَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِنَّ شَهْرَنَا هَكَذَا.

بِيَدَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ صَنَعَ فِي الثَّالِثَةِ مِثْلَهُ وَقَبَضَ إِحْدَى أَصَابِعَهُ] .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: [ذَبَحَ رَسُولُ اللَّهِ ذَبْحًا فَأَمَرَنِي فَقَسَمْتُهُ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ فَأَرْسَلَ إِلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ بِنَصِيبِهَا فَرَدَّتْهُ فَقَالَ: زِيدُوهَا ثَلاثًا. كُلَّ ذَلِكَ تَرُدُّهُ. فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ أَقْمَأَتْ وَجْهَكَ حِينَ تَرُدُّ عَلَيْكَ الْهَدِيَّةَ. فَقَالَ: أَنْتُنَّ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ تُقْمِئْنَنِي. وَاللَّهِ لا أَدْخُلُ عَلَيْكُنَّ شَهْرًا] . فَاعْتَزَلَ فِي مَشْرُبَةٍ. وَكَانَ عُمَرُ مُؤَاخِيًا أَوْسَ بْنَ خَوْلِيٍّ لا يَسْمَعُ شَيْئًا إِلا حَدَّثَهُ وَلا يَسْمَعُ عُمَرُ شَيْئًا إِلا حَدَّثَهُ. فَلَقِيَهُ عُمَرُ ذَلِكَ الْيَوْمَ فَقَالَ: هَلْ كَانَ مِنْ خَبَرٍ؟

فَقَالَ أَوْسٌ: نَعَمْ عَظِيمٌ. قَالَ عُمَرُ: لَعَلَّ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي شِمْرٍ سَارَ إِلَيْنَا فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّهُ قَدْ أَنْعَلَ الْخَيْلَ. قَالَ أَوْسٌ: أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ عُمَرُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: مَا أَرَى رَسُولَ اللَّهِ إِلا طَلَّقَ نِسَاءَهُ. فَقَالَ عُمَرُ: وَيْحَ حَفْصَةَ قَدْ كُنْتُ أَنْهَاهَا أَنْ تُرَاجِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

بِمِثْلِ مَا تُرَاجِعُهُ بِهِ عَائِشَةُ. ثُمَّ دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ فَقَالَ: لَعَلَّكِ تُرَاجِعِينَ رَسُولَ اللَّهِ بِمِثْلِ مَا تُرَاجِعُهُ بِهِ عَائِشَةُ. إِنَّهُ لَيْسَ لَكِ مِثْلُ حَظْوَةِ عَائِشَةَ وَحُسْنُ زَيْنَبَ. ثُمَّ دَخَلَ على أم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015