فَقَالَ: قُلْ لَهُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنَا أَنْ نُنْفِقَ عَلَيْكَ فَاسْتَعِنْ بِهَذِهِ. فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ! إِنَّ الأَمِيرَ بَعَثَنِي إِلَيْكَ بِهَذِهِ الدَّرَاهِمَ- وَأَخْبَرَهُ أَمْرَهَا فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟
قُلْتُ: أَنَا مَعْبَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُوَيْمِرٍ. فَقَالَ: نَعَمْ- وَأَمَرَنِي أَنْ أَسْأَلَكَ عَنِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي قَالَ لَكَ الْحَبْرُ بِالْيَمَنِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: نَعَمْ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى اليمن ولو أؤمن أَنَّهُ يَمُوتُ لَمْ أُفَارِقْهُ. فَانْطَلَقْتُ فَأَتَانِي الْحَبْرُ فَقَالَ: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ.
فَقُلْتُ لَهُ: مَتَى؟ فَقَالَ: الْيَوْمَ. فَلَوْ أَنَّ عِنْدِيَ سِلاحًا لَقَاتَلْتُهُ. فَلَمْ أَمْكُثْ إِلا يَسِيرًا حَتَّى أَتَى كتاب من أَبِي بَكْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قَدْ مَاتَ. وَبَايَعَ النَّاسُ لِي خَلِيفَةً مِنْ بَعْدَهُ فَبَايِعْ مَنْ قَبَلَكَ. فَقُلْتُ: إِنَّ رَجُلا أَخْبَرَنِي بِهَذَا مِنْ يَوْمِهِ لَخَلِيقٌ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ عِلْمٌ.
فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: إِنْ مَا قُلْتَ كَانَ حَقًّا. قَالَ: مَا كُنْتُ لأَكْذِبَ. فَقُلْتُ لَهُ: مِنْ أَيْنَ تَعْلَمُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ نَبِيُّ نَجِدُهُ فِي الْكِتَابِ أَنَّهُ يَمُوتُ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا. قُلْتُ: وَكَيْفَ نَكُونُ بَعْدَهُ؟ قَالَ: تَسْتَدِيرُ رَحَاكُمْ إِلَى خَمْسٍ وَثَلاثِينَ سَنَةٍ. مَا زَادَ يَوْمًا.
بْن جذيمة بْن سبرة بْن خديج بْن مالك بن المحرث بن مازن بن سعد بن مالك بْن رفاعة بْن نصر بْن غطفان بْن قَيْس بْن جهينة.
قَالَ مُحَمَّد بْن سعد: هكذا نسبه لي هشام بْن مُحَمَّد بْن السائب الكلبي. وذكر هِشَامٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عقد لعوسجة بْن حَرْمَلَة على ألفٍ من النّاس يوم فتح مكّة وأقطعه ذا مر. قَالَ ولم أسمع ذلك من غيره.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أُخْبِرْتُ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ [عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ بَنَّةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا يُتَعَاطَى السَّيْفُ مَسْلُولا] .
وكان له صُحْبة وهو الَّذِي أدركه عُمَر بْن الخطاب فقال:
أَيْنَ تريد؟ قَالَ: أردت صلاة العصر. فقال: أسرع فإنك قد طفقت.
الجهني قَالَ بعضهم: ابن عَرابة وابن عُرابة. أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
البلوي. وكان ينزل الجناب. أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وروى عَنْهُ.