وسمع " الآثار " للطحاوي على والده، وكتاب " العالم والمتعلم " لأبي حنيفة، على أبي يعقوب السياري بقراءة والده، و " السير الكبير " لمحمد بن الحسن، على أبي حفص البزاز، وكتاب " الكشف في مناقب أبي حنيفة "، تصنيف عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي، على والده، وكتاب " الرد على أهل الأهواء " تصنيف أبي حفص الكبير.
وكان مولد إبراهيم هذا في حدود سنة ستين وأربعمائة.
نقله أبو سعد في " ذيله "، وقال: كان من أهل بخارى، موصوفاً بالزهد، والعلم، وكان لا يخاف في الله لومة لائم.
ثم مات ببخارى في السادس والعشرين من ربيع الأول، سنة أربع وثلاثين وخمسمائة.
واشتغل عليه الجم الغفير، ومن جملتهم قاضي خان. رحمه الله تعالى.
23 - إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الكريم ابن سلطان اللبناني الحنفي، السيد برهان الدين
كذا ذكره في " الغرف العلية "، ثم قال: ذكره شيخنا ابن المبرد في " اختصار الدرر "، وقال: أخذ عن الفخر ابن البخاري، وأثنى عليه البرزالي، ووصفه بالكرم والمروءة.
وكانت وفاته سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
24 - إبراهيم بن إسماعيل
المعروف والده بإسماعيل المتكلم، صاحب كتاب " الكافي ".
قال في " الجواهر ": وهو إمام ابن إمام. رحمهما الله تعالى.
كتب عنه سعيد بن عبد الله الدهلي الحنفي شعره.
ومنه قوله:
وحَبيبُ قلبي بالصُّدُودِ مُواصِلي ... مَاذا أقولُ وذَنْبُهُ مَغْفورُ
شقيق عبد الرحمن، الآتي ذكره وذكر أبيهما في محله، إن شاء الله تعالى.
ولي قضاء الحنفية بعد أبيه، في سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة.
وكان له فضيلة، وهو أصغر من أخيه سناً وفضلاً. رحمه الله تعالى.
27 - إبراهيم بن أبي عبد الله بن إبراهيم ابن محمد بن يوسف، أبو إسحاق الأنصاري الإسكندري، الكاتب، عُرف بابن العطار
ولد سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
وتأدب على أبي زكريا يحيى بن معطي النحوي، وجال في بلاد الهند، واليمن، والعراق، والروم.
قال منصور بن سليم، في " تاريخ الإسكندرية ": مات سنة تسع وأربعين وستمائة، فيما بلغني بالقاهرة.
قال منصور: ورأيته بالموصل، وبغداد، رحمه الله تعالى.
28 - إبراهيم بن أبي يزيد
- بالياء المثناة من تحت، ورأيت بعضهم ضبطه خطأ بالباء الموحدة،
والراء المهملة، مُصغراً -
الهندي الشيخ الإمام، العلامة، المُحقق، برهان الدين
نزيل القاهرة بالجوهرية، ثم شيخ القبانية.
كان من أفراد علماء عصره الأفاضل، ومن الفضلاء الأماثل.
قدم مكة فحج، وأخذ بها عنه الجم الغفير؛ منهم قاضيها البرهان ابن ظهيرة.
ثم قدم القاهرة، فنزل بالجوهرية، وشهر بالفضائل، وقصده الفضلاء، وأخذوا عنه في فنون متعددة.
ثم قرره الظاهر في مشيخه الحنفية بالقانبانية عوضاً عن ابن التفهني بحكم وفاته، ودام بها مدة.
وكان شكله حسناً، خيراً، ديناً، كثير الأدب.
توفي سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
مولى بني تميم.
أصله من مرو الرود، وسكن الكوفة، ثم مصر، عُبيد الله بن السريّ القضاء بها، بعد امتناع إبراهيم بن إسحاق، وذلك في مُستهل جمادى الأولى، سنة خمس ومائتين، فاستكتب عمرو بن خالد الحراني، وجعل على مسائله معاوية بن عبد الله الأسواني.
تفقه على أبي يوسف، وسمع منه الحديث، وكتب عنه " الأمالي ".
وروى عن عليّ بن الجعد، وأحمد بن عبد المؤمن، وأحمد بن عبد الله البكري.
وذكره ابن حِبان في " الثقات "، وقال: كان من أصحاب الرأي، سكن مصر بخطى.
وقال كاتبه عمرو بن خالد: ما صحبت أحداً من القضاة مثل إبراهيم بن الجراح، كنت إذا عملت له المحضر، وقرأته عليه، أقام عنده ما شاء الله أن يقيم، حتى ينظر فيه، ويرى رأيه، فإذا أراد أن يمضي ما فيه دفعه إلى لأُنشئ له منه سجلاً، فأجد بحافته: " قال أبو حنيفة كذا. قال ابن أبي ليلى كذا. قال مالك كذا. قال أبو يوسف كذا "، وعلى بعضها علامة له كالخط، فأعلم أن اختياره وقع على ذلك القول، فأنشئ عليه.