وقام، فكتب إلى المهدي، فورد الكتاب بعزله، فأتاه الليث فجلس إلى جنبه، وقال للقارئ: اقرأ كتاب أمير المؤمنين.
فقال له إسماعيل: يا أبا الحارث، وما كنت تصنع بهذا! والله لو أمرتني بالخروج لخرجت من البلد.
فقال له الليث: إنك والله - ما علمتُ - لعفيف عن أموال الناس.
وكان ورود الكتاب بعزله في جمادى الأولى، سنة سبع وستين ومائة.
له كتاب " الكافي "، وكتاب " الصلاة "، وكتاب " شرح العمدة ".
وهو إمام كبير، يلقب، بقاضي القضاة.
وله ابن إمام كبير، يقال له برهان الدين إبراهيم، تقدم.
أحد فضلاء الديار الرومية، المشهور بقرا كمال.
أخذ العلم عن المولى الخيالي، وغيره، ودرس ببعض المدارس.
ولما كان مدرساً بإحدى المدرستين المتجاورتين بأدرنة، كان القاضي بها إذا ذلك عبد الرحمن بن المؤيد، فوقع بينهما بعض التنافر، بسبب الاختلاف في مسألة من المسائل العلمية، وبقي ذلك في خاطر ابن المؤيد، فلما ولي قضاء العسكر عزله عن التدريس، وعين له كل يوم سبعيم درهماً عثمانياً، بطريق التقاعد، فقنع بذلك، ولزم بيته، واشتغل بالعلم والعبادة، إلى أن مات، تغمده الله تعالى برحمته.
ومن تصانيفه: " حواش على الكشاف "، و " حواش على تفسير القاضي البيضاوي " و " حواش على شرح الوقاية " لصدر الشريعة، و " حواش على حاشية شرح العقائد " للخيالي، و " حواش على شرح المواقف " للسيد الشريف، وله غير ذلك.
كان معلماً للسلطان محمد خان، وكان رجلاً صالحاً.
صنف " حواشي " على " تفسير العلامة البيضاوي ".
وله نظم بالعربي، والفارسي، تغمده الله تعالى برحمته.
باب من اسمه أشرف
قاضي نيسابور.
أحد أصحاب أبي يوسف، تفقه عليه، وأخذ عنه، وسمع منه، ومن إسماعيل بن عياش، وسلام بن سليم الكوفي، في آخرين.
روى عنه محمد بن الحسن البخاري، وغيره.
ذكره في " الجواهر ".
537 - أشرف بن نجيب بن محمد بن محمد، أبو الفضل، الكاساني
الإمام، الأستاذ، الملقب أشرف الدين
توفي بكاشغر، مدينة من بلاد المشرق.
ومن مشايخه شمس الأئمةالكردري، والقاضي محمود بن الحسن البلخي، وعدنان بن علي عمر الكاساني، ومحمد بن الحسن بن محمد الدهقان الإمام الكاساني.
قاله في " الجواهر ".
538 - أصفح بن علي بن أصفح بن القاسم بن الليث، القيسي
الطالقاني، وكنيته أبو معاذ
وهو رفيق أبي حكيم محمد بن أحمد الخوارزمي.
تفقه، بدامغان، وروى عن رفيقه أبي حكيم أنه أنشده لبعضهم:
يا حبيباً مالِي سِواهُ حبيبُ ... أنتَ منِّي وإن بَعُدْتَ قريبُ
كيف أبْرَا مِن السِّقامِ وسُقْمِي ... منك يا مُسْقِمِي وأنتَ الطَّبيبُ
إن أكنْ مُذْنِباً فحُبك ذَنْبِي ... لستُ عنه وإن نهيتُ أتُوبُ
ليسَ صَبْرِي وإن صبرتُ اختياراً ... كيفَ والصبرُ في هَواكَ عَجِيبُ
فاغفر الذَنْبَ سيِّدي واعفُ عنِّي ... لا لشيءٍ إلا لأني غرِيبُ
539 - أعظم شاه بن إسكندر شاه بن شمس الدين، غِياث الدين،
أبو المظفر، السجستاني الأصل
صاحب بنكاله، من بلاد الهند.
كان حنفياً، ذا حظ من العلم والخير، محباً في الفقهاء والصالحين، شجاعاً، كريماً، جواداً.
ابتنى بمكة عند باب أم هانئ مدرسة، صرف عليها، وعلى أوقافها، اثنى عشر ألف مثقال مصرية، وقرر بها دروساً للمذاهب الأربعة، وكملت عمارتها، ودرس فيها في جمادى الآخرة، سنة ثمانمائة وأربع عشرة.
وكذا عمل بالمدينة النبوية، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، مدرسة بمكان يقال له الحصن العتيق، عند باب السلام.
هذا، مع إرساله غير مرة لأهل الحرمين بصدقات كثيرة.
مات في سنة ثمانمائة وأربع عشرة، أو التي بعدها، رحمه الله تعالى.
أحد فتيان كمال الدين عمر ابن العديم.
ولد في حدود سنة ثمانين وسبعمائة.
وسمع بحلب، على ابن صديق بعض " الصحيح ".