أن يكمل نقصه بمثل هذه الولائم المسرفة إن هذا الإسراف كما أنه محذور شرعًا وممقوت عادةً فهو سفه عقلًا لما فيه من إتلاف المال وإضاعة الوقت وشغل البال واتعاب الأبدان وامتهان النعمة إننا نرى الكثير من هذه الأطعمة واللحوم تبقى لا يأكلها أحد وقد سمعنا من بعض الناس أنها تلقى على الزبالات وجوانب الطرق والمتورع من الناس من يحملها إلى البر ويرمي بها هناك فهل هذا من الرشد هل هذا من شكر النعمة أفلا يذكر هؤلاء أن الناس كانوا منذ عهد قريب يتمنى الواحد لقمةً أو تمرةً يسد بها جوعته.
عباد الله: ولقد أحيطت نعمة الزواج بأعمال منحرفة في الزفاف فلقد سمعنا أن بعض الناس أضاعوا ليلة العرس الحياء من الله والحياء من عباد الله أضاعوا دينهم بإضاعة الحياء فإن الحياء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم شعبة من الإيمان، سمعنا أنه يحصل في بعض الزواجات دخول بعض السفهاء مع النساء لالتقاط صورة اللقاء بين الزوجين وسمعنا أن بعض النساء أيضًا يحملن آلات التصوير لتصوير الحفل واللقاء بين الزوج وزوجته فيا سبحان الله ما أدري كيف بلغ الأمر بهؤلاء إلى هذا التدهور وكيف انحدروا إلى الهاوية بهذه السرعة كيف خرجوا عن الحدود الشرعية والمروءات المرعية إلى عادات أخذوها من الكفار أو من مقلدي الكفار كيف يدع هؤلاء ما يأمرهم به دينهم وما عليه مجتمعهم من الحياء والحشمة والبُعْد عن أسباب الفتنة إلى ما كانت عليه المجتمعات الفاسدة التي عثا بها الشر والفساد فيقلدونهم ذلك التقليد الأعمى فمثلهم كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاءً ونداءً صم بكم عمي فهم لا يعقلون.
عباد الله تصوروا عظم الفتنة وفداحتها في هذا التصوير في غمرة الفرح بالعرس وتحت سيطرة نشوة النكاح وفي وسط التبرج ونكهة الطيب وتصوروا عظم الفتنة وفداحتها حينما تلتقط هذه الصور في تلك الحال لتكون بأيدي الناس يعرضونها على من شاؤوا ويتمتعون بالنظر إلى الجميل منها متى شاؤوا ويشمتون بالقبيح منها متى شاؤوا هل يرضى أحد منكم أن تكون صورة ابنته أو أخته أو زوجته بأيدي الناس ينظرون إليها كيف شاؤوا هل يرضى عاقل أن تكون صورته في أول لقاء بينه وبين زوجته معروضةً يتداولها الناس بينهم إن هذا مما تنكره الفطر وتسفهه العقول فارجعوا عباد الله إلى فطركم وعقولكم وتَفَكَّروا هل لهذا العمل المنكر ما يبرره