الصهر شقيق النسب قال الله تعالى {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا} [الفرقان: 54] وفي النكاح حصول الأجر والثواب بالقيام بحقوق الزوجة والأولاد والإنفاق عليهم. والنكاح سبب للغنى وكثر الرزق ليس كما يتوهمه الماديون وضعاف التوكل يقول الله عز وجل {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور: 32] وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم «ثلاثة حق على الله عونهم وذكر منهم الناكح يريد العفاف» وقال أبو بكر رضي الله عنه أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى وقال ابن عباس رضي الله عنهما رغبهم الله تعالى في التزويج ووعدهم عليه الغنى فقال {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 32]

فالنكاح صلاح للفرد وصلاح للمجتمع في الدين والأخلاق والحاضر والمستقبل وهو كذلك درء للمفاسد الناتجة عن تركه وعدم المبالاة فيما يحول دونه من عقبات. لقد كان ينبغي لنا أن نهتم بدراسة العقبات التي تحول دونه لنتلافى النتائج السيئة التي تترتب على فقده وإن أهم هذه العقبات ثلاث:

إحداها: عزوف كثير من الشباب ذكور وإناث عن الزواج أي أن كثيرًا من الشباب الذكور والإناث لا يرغبون في الزواج بحجة أن الزواج يحول بينهم وبين دراستهم وهذه حجة داحضة فإن النكاح لا يمنع من المضي في الدراسة والنجاح فيها والتحصيل بل ربما يكون عونًا على ذلك فإن الصالح إذا وفق زوجةً صالحةً وسادت بينهما رُوح المودة صار كل واحد منهما عونًا للآخر على دراسته وعلى مشاكل حياته وأكثر الناس تتكلل زواجاتهم بالتوفيق ولله الحمد وكم من شباب ذكور وإناث مَنَّ الله عليهم بالزواج فرأوا من الراحة وتفرغ الفكر والنفس للدراسة ما كان عونًا لهم عليها فعلى الشباب الذين اغتروا بهذه الحجة أن يعيدوا النظر مرةً بعد أخرى حتى يصححوا من خطئهم وليسألوا زملاءً لهم تزوجوا فرأوا الخير والطمأنينة من وراء الزواج وبهذا تتذلل هذه العقبة. وماذا ينفع المرأة إذا أكملت دراسةً ليست بحاجة إليها وفاتتها سعادة النكاح وعقمت من الأولاد وأصبحت رملى من الأرامل لم تسعد في حياتها ولا أولاد لها يذكرونها بعد موتها.

العقبة الثانية التي تحول دون الزواج ومصالحه العظيمة احتكار بعض الأولياء الظلمة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015