[الخطبة التاسعة في التحذير من زلات اللسان]

الخطبة التاسعة

في التحذير من زلات اللسان الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علمًا وهو على كل شيء شهيد أحاط علمه بالظاهر والخفي والقريب والبعيد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد فهو الولي الحميد وأشهد أن محمدًا رسول الله وعبده أفضل العبيد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم في هديهم الرشيد وسلم تسليمًا.

أما بعد: أيها الناس اتقوا الله تعالى واحفظوا ألسنتكم فإن حصائد اللسان هلاك الإنسان فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قلت «يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة أو يباعدني من النار قال لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله لا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطايا كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل - يعني تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ثم تلا {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16] حتى بلغ {يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17] ثم قال صلى الله عليه وسلم ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه قلت بلى يا رسول الله قال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذورة سنامه الجهاد في سبيل الله ثم قال صلى الله عليه وسلم ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه وقال كف عليك هذا قلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم» .

أيها الناس إن حصائد اللسان هي أقواله المحرمة وهي أنواع كثيرة منها ما يوصل إلى الكفر ومنها دون ذلك فالاستهزاء بالله ودينه وكتابه ورسله وآياته وعباده الصالحين فيما فعلوا من عبادة ربهم كل هذا كفر بالله ومخرج عن الإيمان وهو من حصائد اللسان. والكذب والغيبة والنميمة والفحش والسب واللعن والقذف كل هذا من حصائد اللسان. وفي الحديث «إن الله ليبغض الفاحش البذيء» .

أيها الناس لقد شاع في كثير من الناس أخلاق سيئة من حصائد اللسان فكثير من الناس لا يبالون بالكذب ولا يهتمون به ولم يَحْذَروا من قول النبي صلى الله عليه وسلم «إن الكذب يهدي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015