بزينة. ولا تجاوزوا لميقات بدون إحرام، أحرموا من أول ميقات تمرون به؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقت المواقيت، وقال: هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن، ومن كان في الطائرة، فليتهيأ للإحرام من قبل، ثم ينوي الإحرام، إذا حاذى الميقات قبل مجاوزته. سيروا بعد الإحرام إلى مكة ملبين بتلبية النبي صلى الله عليه وسلم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، يرفع الرجال أصواتهم بذلك. فإذا بلغتم البيت، فطوفوا به طواف العمرة سبعة أشواط، واعلموا أن جميع المسجد مكان للطواف القريب من الكعبة والبعيد حتى من وراء زمزم لكن القرب أفضل، إذا لم يكن زحام ومشقة. فإذا أكملتم الطواف، فصلوا ركعتين خلف مقام إبراهيم قريبا منه إن تيسر أو بعيدا. ثم اسعوا بين الصفا والمروة سعي العمرة سبعة أشواط تبتدئون بالصفا، وتختمون بالمروة. ومن سعى قبل الطواف فسعيه غير صحيح، إلا أن يكون ناسيا أو جاهلا. فإذا أكملتم السعي، فقصروا رؤوسكم من جميع جوانب الرأس لا من جانب منه كما يفعله بعض الناس، وتقصر المرأة من أطرافه بقدر أنملة، وبذلك تمت العمرة، وحللتم الحل كله.
فإذا كان اليوم الثامن من ذي الحجة، فأحرموا بالحج من مكانكم الذي أنتم فيه، فاغتسلوا، وتطيبوا، والبسوا ثياب الإحرام، وأحرموا بالحج، وسيروا ملبين إلى منى، وصلوا بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرا بلا جمع تصلون الظهر والعصر والعشاء على ركعتين، وتؤدون كل صلاة وحدها في وقتها اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا طلعت الشمس من اليوم التاسع، فسيروا ملبين إلى عرفة وصلوا بها الظهر والعصر على ركعتين جمع تقديم، ثم تفرغوا لذكر الله ودعائه والتضرع إليه مستقبلي القبلة، ولو كان الجيل خلفكم رافعي قلوبكم وأيديكم إلى ربكم مؤملين منه إجابة دعائكم ومغفرة ذنوبكم. وتأكدوا من الوقوف داخل عرفة، فإن كثيرا من الحجاج ينزلون خارج حدودها، ولا يقفون فيها، ومن لم يقف بعرفة، فلا حج له وعرفة كلها موقف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف» . فكل نواحي عرفة موقف إلا بطن الوادي وادي عرنة.
فإذا غربت الشمس، فسيروا إلى مزدلفة، وصلوا بها المغرب ثلاثا والعشاء ركعتين، وأوتروا، وبيتوا بها حتى تصلوا الفجر، ثم ادعوا الله سبحانه، واستغفروه، وكبروه، ووحدوه إلى أن تسفروا