أيها الناس إن كثيرا من النساء في هذا العصر قد لعب الشيطان بهن وبأفكارهن وتصرفاتهن تخرج الواحدة منهن إلى الأسواق بدون حاجة. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في النساء اللاتي يخرجن إلى الصلاة في المساجد، قال: «بيوتهن خير لهن» . وتخرج الواحدة منهن متزينة متطيبة متحلية، وقد قال: «إن المرأة إذا استعطرت، فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا يعني زانية ".» (رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح) وتخرج الواحدة منهن، فتمشي في السوق مشية الرجل، وترفع صوتها كما يتكلم الرجل، وتزاحم كما يزاحم الرجل، وتختلط مع الرجال بدون مبالاة هذا موجود في بعض النساء، ولا سيما في أماكن البيع، وكل هذا خطر عظيم، وضرر جسيم، ومخالف لما كان عليه السلف الصالح من هذه الأمة، «خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد، وقد اختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء: " استأخرن فإنه ليس لكن أن تحتضن الطريق، عليكن بحافات الطريق» . فكانت المرأة تلصق بالجدار، حتى إن ثوبها ليعلق به. وقالت أم سلمة رضي الله عنها: لما نزلت هذه الآية: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59] خرج نساء الأنصار كأن على رؤسهن الغربان من السكينة، وعليهن أكسية سود يلبسنها، وقالت عائشة رضي الله عنها ما: رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقا لكتاب الله ولا إيمانا بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31] فانقلب الرجال يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم، يتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته، وعلى كل ذي قرابته، فما منهن امرأة، إلا قامت إلى مرطها (?) المرحل (?) فاعتجرت به (?) تصديقا، وإيمانا بما أنزل الله في كتابه.
أيها الناس إن الكثير يتساءلون على من تكون مسؤولية هذا التوسع في خروج النساء أعلى الجهات الحكومية أم على وجهاء البلد أم على الولي المباشر والحق أن كل واحد سواء كان جهة أم شخصا كل واحد عليه مسؤولية ذلك، ولكنها على الولي المباشر أكبر وأعظم وأقرب حلا، إذا وفقه الله للقيام بمسؤوليته، إن على كل واحد منا أن يمنع زوجته وابنته وأخته، وكل من في كفالته أن تخرج إلى السوق إلا من حاجة لا يمكنه أن يقضيها بنفسه عنها. وإذا خرجت فلتخرج غير متطيبة، ولا متبرجة، ولا لابسة ثياب زينة، وأن تخرج وعليها السكينة، وتخفي صوتها