مسلك أهل الغي والضلال، واعتمد فيما يحكيه على ما هو من أمحل المحال، وأوخم1 الانتحال، واتبع فيها أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل، حيث لم يتمسكوا من الكتاب والسنة بأوضح برهان وأقوم دليل، ولم يردوا من كوثر2 حوضهما السلسبيل، بل عدلوا إلى آسن قلوط3 أهل الفلسفة والتجهيل والتبديل، وحادوا فيها عن منهج أهل الحق والصدق والعدل والإنصاف، وساروا على طريقة أهل الغي والكذب والانحراف.
وقد قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [النساء: 115] .
فإن الله تعالى قد بين الحق بيانا كافيا شافياً، وأرسل رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الخلق بالحق4 مبشراً ونذيراً وداعياً،