قومه هذا العدد المذكور، بل كان القتلى قريباً من ثلاثمائة رجل أو أقل.
وأما قوله: (وبقي هناك يعيش في فقر مدقع لا يرحمه أحد، إلى أن عطفت عليه الدولة، وأجرت له جراية أزالت ما كان فيه من الفقر) إلى آخر كلامه.
فأقول: لما كان لهذا العراقي الحظ الوافر من الكذب على الأموات ولم يكتف بذلك أخذ يكذب على الأحياء بما هو معلوم كذبه بالاضطرار، فإن الإمام عبد الرحمن كان في بلد الكويت في أرغد عيش وأنعم بال، وكان جميع من يصل إلى تلك البلاد من أهل نجد في مضيفه، حتى يرحلوا بالجوائز والصلات الجزيلة من الإمام، وإنما أخذ معاش الدولة ليسكن1 بذلك، لكونه إذ ذاك في طرفهم، والولاية لهم فيه ظاهراً، ولأن الكويت قريباً من بلاد نجد والأخبار تصل إليه بسرعة، وأيضاً كان فيه آمناً من تسلط الأعداء، فليس لأحد عليه فيه اتصال بما يكره، لا من جهة الدولة، ولا من جهة ابن رشيد، فلذلك استحب سكنى الكويت على غيره من الأماكن.