ويقبل الكافة على مجلس النبي صلى الله عليه وسلم, يتلقفون ما ينزل من الوحي في تلهف واشتياق, ويأخذون البيان النبوي له والشرح التطبيقي لأوامره ونواهيه, ويذهبون لينفذوا ما تعلموه.
"وفي ذلك يقول أبو عبد الرحمن السلمي1:
حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن: كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما, أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه سلم عشر آيات، لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل. قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا"2.
هكذا كانوا يعملون بما يعلمون ولا ريب في انتفاعهم بثمرة العمل على أنهم لم يكونوا على وتيرة واحدة, وإنما كان منهم الملازم لرسول الله صلى الله عليه وسلم, وكان منهم المنشغل بشئون الحياة سقيا للزرع أو رعيا للضرع أو صفقا في الأسواق.
كان منهم القاصون الذين يتواردون على المدينة من أطراف الجزيرة