كذبه، فإن كثيرا من كتبهم انقرضت نسخها, ثم لم يزالوا يحرفون ويبدلون"1.

هكذا بان لنا سلامة مقف الصحابة رضوان الله عليهم من كعب وأمثاله، بل وسلامة موقف كعب ووهب وانحراف الطاعنين عليهما وبهما فيمن تنزهت ساحته عن الطعن. على أن الذين ترجموا لكعب ووهب أجمعوا على أنه لا رواية لكعب في الصحيحين, وإنما ذكر اسمه في معرض ثناء معاوية رضي الله عنه عليه بقوله: "إن كان لَمِنْ أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب, وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب", قال الحافظ ابن حجر: "قلت: هذا جميع ما له في البخاري, وليست هذه برواية عنه", ثم قال: "وقد وقع ذكر الرواية عنه في مواضع في مسلم في أواخر كتاب الإيمان, وفي حديث معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه: "إذا أدى العبد حق الله, وحق مواليه, كان له أجران" , قال: فحدثت به كعبا, فقال كعب: "ليس عليه حساب, ولا على مؤمن مزهد"2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015