فيها؟ وأي وجهة تلك التي سيوليها؟ أيولي وجهه شطر الرواية, وما أدراك ما المصنف فيها، وما الحديث عنها ومعها بالمنقضي أبدا؟ أم يولي وجهه شطر الدراية, وهي القوانين التي تنضبط بها الرواية, فهي منها بمنزلة قواعد المنطق تعصم الذهن من الخطأ في الفكر، أو بمنزلة مسائل أصول الفقه من الفقه تمثل القواعد التي يرجع إليها الناد والشارد، أو بمنزلة أصول القراءة وأحكام التلاوة من القرآن لا يكون قرآنا إلا بها, ولا تأتي قراءته إلا من خلالها.
وأنواع علوم الحديث كثيرة ومادتها غزيرة, قال السيوطي: "اعلم أن أنواع علوم الحديث كثيرة لا تعد، قال الحازمي1 في كتاب "العجالة": علم الحديث يشتمل على أنواع كثيرة تبلغ مائة، كل نوع منها علم مستقل لو أنفق الطالب فيه عمره لما أدرك نهايته، وقد ذكر ابن الصلاح2 منها, وتبعه المصنف3 خمسة وستين، وقال: وليس ذلك بآخر الممكن في ذلك