فِيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم"1.
وممن تشدد في المحافظة على نص الحديث بألفاظه، فمنع زيادة حرف أو حذفه حتى ولو لم يتغير المعنى أنس بن مالك, وكان يقول بعد انتهائه من الرواية: "أو كما قال, أو نحو من ذلك".
وهناك من اشتد حرصه على لفظ سماعه فأبى تبديل حرف مشدد بمخفف, ففي الحديث الذي روته أم كلثوم بنت عقبة2 رضي الله عنهما قالت: "ليس الكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرا أو نمى خيرا". قال حماد سمعت هذا الحديث من رجلين, فقال أحدهما: نمى خيرًا خفيفة, وقال الآخر نَمّى خيرًا مثقلة3.
هكذا التزم كل واحد لفظ سماعه, وهيئة كل حرف فروى أحدهما نمى بتخفيف الميم, ورواه الآخر نَمّى بتشديدها, ونظيره "نضر الله امرأً". بتخفيف الضاد وتثقيلها، وهذا الحديث نفسه هو من شواهد وأدلة الذين كرهوا الرواية بالمعنى حيث جاء فيه: "نضر الله أمرأ سمع مني حديثا, فحفظه