حذف بقي ما يدل على أنه قد حذف منه مثله؛ لأن المشدد حرفان، فإذا تمَّ للشاعر الوزن بأحدهما حذف الآخر1، وسواء في ذلك الصحيح والمعتل2.

فمن التخفيف في الصحيح قول طرفة بن العبد:

أصحوتَ اليومَ أم شاقتك هِرْ ... ومن الحبِّ جنونٌ مُسْتَعِرْ3

فهو مضطر إلى حذف أحد الحرفين من "هرّ" لاستواء الوزن ومطابقة البيت، فقابل براءِ "هر" راء "مستعر" وهي خفيفة أصلاً4.

ومن التخفيف في المعتل قول الراجز5:

حتى إذا ما لم أجد غير السَّري ... كنتُ امرءاً من مالك بنِ جعفرِ6

فخفف ياء "السَّريّ" مضطراً أيضاً.

وهكذا الشأن فيما يتعلق بألفية ابن مالك؛ إذ وقع فيها شيءٌ من ذلك حين اضطر ناظمها إلى التخفيف في بعض المواضع لتقويم الوزن، سواء كان ذلك في الأحرف الصحيحة أو المعتلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015