نحن على ذلك أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بِعَرِقٍ فيه تمر، والعَرِقُ المكتل [الضخم] [وهو الزنبيل] قال: ((أين السائل؟)) فقال: أنا، قال: ((خُذْ هذا فتصدّق به)) فقال الرجل: أعلى أفقر مني [وفي رواية منا] يا رسول الله، فوالله ما بين لابتيها - يريد الحَرَّتين - أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت أنيابه، ثم قال: ((أطعمه أهلك)) (?).
وعن عائشة رضي الله عنها: أنها قالت: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد في رمضان فقال: يارسول الله احترقت احترقت، فسأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((ما شأنه)) فقال: وطئت امرأتي في رمضان نهاراً، فقال: ((تصدّق، تصدّق)) فقال: يا نبي الله ما عندي شيء، قال: ((اجلس)) فجلس فبينما هو على ذلك أقبل رجل يسوق حماراً عليه طعام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أين المحترق آنفاً؟)) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تصدَّقْ بهذا)) فقال: يا رسول الله: أغيرنا؟ فو الله يا رسول الله! إنا لجياع ما لنا شيء، قال: ((فكلوه)) (?).
وفي رواية لأبي داود: (( ... فأُتي بِعَرِقٍ فيه تمر - قدر خمسة عشر صاعاً - وقال فيه: ((كُلْهُ أنت وأهل بيتك وصُمْ يوماً واستغفر الله)) (?).