الشاعر، بحيث يتخذ الشاعر الخيال وسيلة من وسائل التعبير عن تجربته على نحو مؤثر في الآخرين، كما يتخذ الناثر الألفاظ وسيلة لنقل أفكاره، وليس معنى ذلك أن التجربة خالية من الفكر، بل هي تتكون من فكرة وانفعال، ولا يمكن بحال فصل الصورة عن محتواها؛ لأنهما يمثلان شيئًا واحدًا وهو التجربة، وأن الألفاظ في الصورة حسية، لتكون أقرب إلى الحواس المدركة، وآكد للنشاط الفكري، ومن هذه الألفاظ تتكون الصور الجزئية ثم غيرها من الصور، لتكون القصيدة، وهي صورة كلية للتجربة التي مر بها الشاعر" وتقسيم القصيدة إلى فكرة وصورة موسيقية ينظر إليها على حدة خطأ ظاهر "لأن الواقع" أن الصورة الشعرية قد تنقل إلينا الفكرة التي "انفعل" بها الشعر.
ولما كانت الصورة دائمًا تعتمد على الألفاظ الحسية.. فإنها لذلك كانت أقرب شيء إلى إدراكنا والصورة كما تكون مجموعة من الألفاظ تكون لفظًا واحدًا. وبذلك يمكننا أن نقول: إن القصيدة مجموعة من الصور"1.
والخيال في الصورة عنده له دوره كما أن للعقل حسابه فيها، فهو يراها في الشعر الحديث رؤية واعية ليس بها شطط ولا هوس، وإنما يسير العقل بجوار الخيال، لذلك لم تكن رؤية حالمة. كما تتمثل في الشعر الحديث بأن نقرر أنها "رؤية"، ولكنها ليست رؤية حالمة. أنها رؤية واعية تلتقط وتسجل وتختار وتركب وتكون مشهدًا كاملًا"2.
ويرى أيضًا أن الصورة الكلية تمثيل للتجربة الشعورية في القصيدة، من حيث هي كل لا يتجزأ، ولا ينقسم ولا يتخلخل الموضوع الكلي، الذي يوحي