والتلاؤم في النظم الذي تتألف منه الصورة وذلك في شروط تلازم المفهوم حتى يستقيم ويتضح وهي1:
أولًا: أن تكون لغة العاطفة في الصورة مألوفة جزلة، بعيدة عن الغرابة والمصطلحات العلمية.
ثانيًا: أن تختلف الصورة باختلاف العاطفة، فإن كانت عاطفة متوسطة، احتاجت إلى سهولة العبارة وجمال الصور، والإيجاز فيها، وإن كانت عميقة تتصل بأسرار الحياة وأعماق النفس، تطلبت الجزالة والصور المحكمة، وإن كانت العاطفة طريفة، اقتضت التفصيل والبسط وتعدد الصور.
ثالثًا: ارتباط الصورة الأدبية بالمعاني اللغوية للألفاظ وموسيقاها، حيث يعبران عن نوع العاطفة ودرجتها وهو ما يسميه "حسن النظم".
رابعًا: إن الصورة تختلف باختلاف الأدباء، وذلك يرجع لاختلاف عواطفهم وتباين تناولهم للموضوع، ويقصد بذلك الأصالة، التي ينشدها لجمال الصورة، ونبذ التقليد فيها.
خامسًا: وهذا كله ينتهي بالباحث إلى شدة الارتباط بين المادة والصور، أو بين الفكرة والعاطفة من ناحية والخيال واللفظ من ناحية أخرى، وأي تغيير في أحدهما يتبعه تغيير في الآخر.
ويقصد بذلك كله النظم، ويذكر أمثلة من دلائل الإعجاز للإمام عبد القاهر الجرجاني2. فالصورة على هذا هي التركيب الخارجي للحالة الداخلية عند الشاعر، الذي ينقل بأمانة ودقة عاطفته وفكره، مع التناسب التام بين