بالغيب؛ والمؤمن من آمن بالغيب؛ وما ذكره من المشاهدات فإنما ذكره آية ودلالة وبينة على ما أخبر به من الغيب؛ فهذا وسيلة وذلك هو المقصود. ثم يقال: إنه إنما ذكر الوسيلة؛ يا سبحان الله إذا لم يكن الإخبار عن هذا القسم في هذا الكتاب الذي ليس تحت أديم السماء كتاب أشرف منه؛ وعلم هذا لا يوجد عن الرسول الذي هو أفضل خلق خلق الله تعالى في كل شيئ في العلم والتعليم وغير ذلك؛ أيكون ذكر 1 هذا في كلام أرسطو وذوية؛ وأصحاب رسائل إخوان الصفا؛ وأمثال هؤلاء الذين يثبون ذلك بأقيسة مشتملة على دعاوي مجردة؛ لا نقل صحيح ولا عقل صريح؛ بل تشبه الأقيسة الطردية الخالية عن التأثير؛ وتعود عند التحقيق إلى خيالات لا حقيقة لها في الخارج؛ كما سنبينه؛ وكذلك روح الإنسان وقبله في الكتاب والسنة من الإخبار عن ذلك ما لا يحصيه إلا الله.

ثم تكلم على ما أخطأ فيه من ذلك الملائكة وما يتضمن ذلك.

والمقصود أنما ذكره هذا الملحد عن المناوي إن كان النقل صحيحا فهو من جنس ما يذكره أبو حامد مما يعود حقيقته عند التحقيق 2 إلى خيالات لا حقيقة لها في الخارج. وأما ما ذكره من هذين الاسمين الشريفين فلا يدلان على ما ذكره لا لفظا ولا معنى؛ ولا علاقة بينهما وبين ما ذكره؛ ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015