كنت نبيا. قال: "وآدم بين الروح والجسد" وقد تقدم في كلام ابن القيم عن ابن اسحاق وغيره أنه كان بين نفخ الروح في آدم وبين تصوير جسده أربعون سنة؛ وهذا مناف لما قال المناوي:- إن نبوته كانت موجودة في أول خلق الزمان في عالم الغيب فإن خلق الزمان كان قبل أن يخلق الله آدم بمدة طويلة اللهم إلا إن كان أراد أنه في علم الله الذي كتبه حين كتب مقادير كل شيئ قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.
إذا تحققت ذلك فلا يقال إن عالم الغيب هوعلم الله لأن علم الله صفة قائمة بذاته وهو غير مخلوق وما سوى الله من العالم فهو مخلوق عالم الغيب وعالم الشهادة؛ وقد كان من المعلوم أن آدم عليه السلام إنما خلق بعد خلق السماوات والأرض آخر المخلوقات بعد هذا العدد المذكور؛ ونبينا صلى الله عليه وسلم أكرم نسمة على الله من بني آدم وهو سيد ولد آدم.
فإذا عرفت هذا عرفت أن كلام المناوي من نمط ما يقوله أبو حامد الغزالي حيث قال: وأما الأفعال فبحر متسعة أكنافه؛ ولا ينال بالاستقصاء أطرافه؛ بل ليس في الوجود إلا الله وأفعاله؛ فكل ما سواه فعله؛ لكن القرآن اشتمل على الخلق منها الواقع في عالم الشهادة كذكر السماوات والكواكب والأرض والجبال والبحار والحيوان والنبات وإنزال الماء الفرات وسائر أصناف النبات وهي التي ظهرت للحس؛ وأشرف أفعاله وأعجبها وأدلها على جلالة صانعها ما لا يظهر