على لسان عمر وقلبه" حجة على جواز التوسل بالنبي, والاستغاثه به بعد موته صلى الله عليه وسلم, ولا بأحد من الأموات والغائبين, لا من الأنبياء والأولياء, ولا غيرهم من الصالحين, غاية ما فيه أن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه, ومن ذلك أنه عدل عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته إلى التوسل بدعاء العباس, وهذا من الحق الذي جعل الله على لسان عمر وقلبه, وسيأتي إيضاح هذا فيما بعد عن قريب إن شاء الله تعالى.
وأما قول الملحد: "ولا يقال فيه دليل على امتناع التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله لأن التوسل والاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم كان معلوما عندهم كما تقدم في القصة التي رواها ابن حنيف, وكما في توسل آدم في الحديث المتقدم الذي رواه عمر رضي الله عنه , وإنما فعله عمر رضي الله عنه لدفع توهم أن الاستسقاء بغير النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز".
فالجواب أن نقول: قد تقدم الجواب عن هذا, وأنه لم يكن يفعله أحد من الصحابة, ولا التابعين, ولا من بعدهم من الأئمة المقلدين, لذلك عدل عمر رضي الله عنه عن التوسل به صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بالعباس, وقد ألهم الصواب لأن الله جعل الحق على لسانه وقلبه.
وأما حديث الأعمى فليس فيه ما يدل على غيبته صلى الله عليه وسلم, وهو توسل بدعائه, كما كان الصحابة يتوسلون بذلك, ويسألونه الاستغفار والدعاء, وهذا كان هديهم وفعلهم في حياته صلى الله علي وسلم