أنهم يتوسلون بدعائه وشفاعته, فيدعون معه, كالإمام والمأمومين من غير أن يكونوا يقسمون على الله بمخلوق, كما ليس لهم أن يقسم بعضهم على بعض بمخلوق, ولما مات صلى الله عليه وسلم توسلوا بدعاء العباس واستسقوا به.

ولهذا قال الفقهاء: يستحب الإستقاء بأهل الخير والدين, والأفضل أن يكونوا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم, وقد استقى معاوية بيزيد بن الأسود الجرشي, وقال: "اللهم أنا نستقي بيزيد بن الأسود: يا يزيد أرفع يديك, فرفع يديه ودعا, ودعا الناس حتى امطروا, وذهب الناس. ولم يذهب أحد من الصحابة إلى قبر نبي ولا غيره يستسقي عنده ولا به.

وأما قوله: "وفي رواية للزبير بن بكار أن العباس رضي الله عنه قال في دعائه: وقد توجه بي القوم إليك لمكاني من نبيك صلى الله عليه وسلم فأسقنا الغيث, فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض. انتهى".

فأقول: قال الحافظ في الفتح, وقد بين الزبير بن بكار في الأنساب صفة ما دعا به العباس لما استسقى به عمر قال: اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب, ولم يكشف إلا بتوية, وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك, وهذه أيدينا إليك بالذنوب, ونواصينا إليك بالتوبة, فاسقنا الغيث, فأرخت السماء مثل الجبال, حتى أخصبت الأرض, وعاش الناس.

وقد أسقط هذا الملحد من هذا الأثر قوله: اللهم إنه لم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015