رسالته, وهذا من أعظم ضلالهم, فإن ولاية محمد لم يماثله فيها أحد لا إبراهيم ولا موسى, فضلا أن يماثله فيها هؤلاء الملحدون.
وكل رسول نبي ولي, فالرسول نبي ولي, ورسالته متضمنة لنبوته, ونبوته متضمنة لولايته, وإذا قدروا مجرد إنباء 1 الله إياه بدون ولايته لله فهذا تقدير ممتنع, فإنه حال انبائه إياه ممتنع أن يكون إلا وليا 2 لله, ولا تكون مجردة عن ولايته, ولو قدرت مجردة لم يكن أحد مماثلا للرسول في ولايته إلى أن قال:-
وهؤلاء المتفلسفة قد يجعلون"جبرائيل" هو الخيال الذي يتشكل في نفس النبي صلى الله عليه وسلم, والخيال تابع للعقل, فجاء الملاحدة الذين شاركوا هؤلاء الملاحدة المتفلسفة وزعموا أنهم "أولياء الله" وأن أولياء الله أفضل من أنبياء الله, وأنهم يأخذون عن الله بلا واسطة كابن عربي صاحب "الفتوحات" و "الفصوص" فقال: إنه يأخذ من المعدن الذي أخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرسول, والمعدن عنده هو العقل, الملك هو الخيال, والخيال تابع للعقل, وهو بزعمه يأخذ عن الذي هو أصل الخيال, والرسول يأخذ عن3 الخيال, فلهذا