وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: آية 157] ومن المعلوم بالضرورة أن الأغلال والآصار التي كانت عليهم وفي شريعتهم من قتل أنفسهم وغير ذلك من الأغلال, لم يكن موسى عليه السلام نائبا عن نبينا في بعثته لتلك الشريعة من التكاليف الشاقة, من الآصار والأغلال التي كانت عليهم, بل من بركة هذا النبي الكريم, وأن الله أرسله رحمة للعالمين وضع عنهم الآصار والأغلال التي كانت عليهم, وأحل لهم الطيبات مما حرم عليهم في التوراة من لحوم الإبل والشحوم, ويحرم عليهم الخبائث كالدم ولحم الخنزير والميتة والربا, فكان من المعلوم أن لكل رسول أرسله الله إلى أمته شريعة ومنهاجا, وأما الأصل الذي هو دين الإسلام فجميع الرسل والأنبياء فيه على طريقة واحدة كما قال تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ} [الشورى: آية 13] ولا حاجة بنا إلى الكلام إلى استقصاء الكلام 1 على ما ذكره من كلام صاحب الفتوحات لسقوطه وتهافته, ومخالفته لصريح الكتاب والسنة, فلا نطيل برد كلام, لكن هذا على سبيل التنبية والإشارة, ثم كيف يستجيز من يؤمن بالله واليوم