يستحب أن يستسقي بأهل الصلاح والخير، فإذا كان من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحسن، ولم يذكر أحد من العلماء أنه يشرع التوسل والاستسقاء بالنبي الصالح بعد موته، ولا في مغيبه، ولا استحبوا ذلك لا في الاستسقاء ولا في غيره من الأدعية، والدعاء مخ العبادة، والعبادة مبناها على النية والاتباع، وإنما يعبد الله بما شرع لا بالأهواء والبدع قال الله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}
[الشورى ـ 21] وقال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف ـ 55] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه سيكون في هذه الأمة أقوام يعتدون في الدعاء والطهور" انتهى.
وأما قوله: "فقد أخرج البيهقي، وأبو نعيم في المعرفة عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة، وكان عثمان لا يلتفت إليه، ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمان بن حنيف وشكى إليه ذلك.
فقال: ائت الميضأة فتوضأ، ثم ائت المسجد فصل ركعتين، ثم قل: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي لتقضي حاجتي، واذكر حاجتك، ثم رح حين أروح، فانطلق الرجل وصنع ذلك، ثم أتا باب عثمان فجاء البواب فأخذه بيده وأدخله على عثمان، فأجلسه معه على الطنفسة فقال: "انظر ما كان لك من