وقال بعضهم لأبى العتاهية:
عذب الماء فطابا
فقال أبو العتاهية:
حبّذا الماء شرابا
وقال بشار، وقد حبسه يعقوب بن داود على بابه:
طال الثّواء على رسوم المنزل
فرفع إليه قوله، فقال:
فإذا تشاء أبا معاذ «1» فارحل
ومن قرب المأخذ أنّ الجاحظ أو غيره قال للجماز: أريد أن أنظر إلى الشيطان، فقال: انظر فى المرآة.
وقال بعض الولاة لأعرابى: قل الحقّ وإلا أوجعتك ضربا! فقال الأعرابى:
وأنت أيضا فاعمل به، فو الله لما أوعدك الله به منه أعظم مما أوعدتنى به منك.
ومنه أن المأمون قال لأمّ الفضل بن سهل بعد قتله إياه: أتجز عين ولك ولد مثلى؟
قالت: وكيف لا أجزع على ولد أفادنيك.
وهذا على حسب ما قال أبو حنيفة: إذا أتتك معضلة فاجعل جوابها منها.
ومن ذلك ما أخبرنا به أبو أحمد قال حدثنا الجوهرى، قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا مهدى بن سابق، قال: حدثنا عطاء بن مصعب عن عاصم بن الحدثان، قال:
دعا عبد الملك بن مروان يوما بالغداء وبحضرته رجل فدعاه إلى غدائه، فقال ليس:
بى غداء يا أمير المؤمنين، قد تغدّيت. فقال عبد الملك: أقبح بالرجل أن يأكل حتى لا يكون فيه فضل للطعام. فقال: يا أمير المؤمنين، فىّ فضل، ولكن أكره أن آكل فأصير إلى ما استقبحه أمير المؤمنين.
و [أمّا] قوله: «إيجاز فى صواب» ، فسنذكره فى بابه. و [أمّا] الاستعارة فسنضعها فى مواضعها.