فقولى: «الحياة فى ظل اليسر والسعة» . و «البقاء فى كنف الخفض والدعة» .

وقولى: «إقبال الحبيب مع إدبار الرقيب» وقولى: «الخصب بعد عموم الجدب» ، وما بعده إلى آخر الفصول مبالغات.

من عيوب المبالغة

ومن عيوب هذا الباب قول بعض المتأخرين «1» :

فلا غيضت بحارك يا جموما ... على علل الغرائب والدّخال «2»

أراد أن يقول: إنك كثير الجود على كثرة سؤالك فلا نقصت؛ فعبر عنه بهذه العبارة الغثّة، والجموم: البئر الكثيرة الماء؛ وقوله «3» :

ليس قولى فى شمس فعلك كالشم ... س ولكن فى الشّمس كالإشراق

على أن حقيقة معنى هذا البيت لا يوقف عليها.

ومن ردىء المبالغة قول أبى تمام «4» :

ما زال يهذى بالمكارم والعلا ... حتى ظننّا أنه محموم

أراد أن يبالغ فى ذكر الممدوح باللهج بذكر الجود، فقال: «ما زال يهذى» فجاء بلفظ مذموم، والجيد فى معناه قول الآخر:

ما كان يعطى مثلها فى مثله ... إلا كريم الخيم أو مجنون

قسم قسمين: ممدوحا ومذموما، ليخرج الممدوح من المذموم إلى الممدوح المحمود.

ومن جيد المبالغة قول عمرو بن حاتم:

خليلىّ أمسى حبّ خرقاء قاتلى ... ففى الحبّ منى وقدة وصدوع

ولو جاورتنا العام خرقاء لم نبل ... على جدبنا ألّا يصوب ربيع

قوله: «على جدبنا» مبالغة جيدة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015