ترتيب أبى تمام فى قوله:

أو كالخلوق أو كالملاب «1»

فبدأ بالأنفس ثم انحطّ إلى الأخسّ؛ كما تقول: هو مثل النّجم، بل، بل الشمس؛ فترتفع من الشىء إلى ما هو أعلى منه؛ وإذا قلت: هو مثل الشمس بل القمر، بل النجم، لم يحسن.

وقال عروة بن الورد «2» :

تقول سليمى لو أقمت بأرضنا ... ولم تدر أنّى للمقام أطوّف

أخذه أبو تمام وزاد عليه فقال «3» :

ربّ خفض تحت السّرى وغناء ... من عناء ونضرة من شحوب

وقال إبراهيم بن العباس للفضل بن سهل «4» :

لفضل بن سهل يد ... تقاصر عنها المثل

فبسطتها للغنى ... وسطوتها للأجل

وباطنها للنّدى ... وظاهرها للقبل

فاتّبعه ابن الرومى فأحسن الاتّباع؛ فقال:

أصبحت بين خصاصة وتجمّل ... والحرّ بينهما يموت هزيلا

فامدد إلىّ يدا تعوّد بطنها ... بذل النّوال وظهرها التّقبيلا

وقال بشّار:

الدّهر طلّاع بأحداثه ... ورسله فيها المقادير

محجوبة تنفذ أحكامها ... ليس لنا عن ذاك تأخير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015