وفيهم مقامات حسان وجوهها ... وأندية ينتابها القول والفعل «1»
فلما استتمّ وصفهم بحسن المقال، وتصديق القول بالفعل، وصفهم بحسن الوجوه.
ثم قال:
على مكثريهم حقّ من يعتريهم ... وعند المقلّين السماحة والبذل «2»
فلم يخل مكثرا ولا مقلّا منهم من برّ وفضل.
ثم قال:
فإن جئتهم ألفيت حول بيوتهم ... مجالس قد يشفى بأحلامها الجهل
فوصفهم بالحلم.
ثم قال:
وإن قام منهم قائم قال قاعد ... رشدت فلا غرم عليك ولا خذل
فوصفهم أيضا بالتّضافر والتّعاون.
فلما آتاهم هذه الصفات النفيسة ذكر فضل آبائهم فقال:
وما يك «3» من خير أتوه فإنّما ... توارثه آباء آبائهم قبل «4»
وهل ينبت الخطىّ إلّا وشيجه ... وتغرس إلّا فى منابتها النّخل «5»
وكقول ذى الرمة «6» :
إلى ملك «7» يعلو الرّجال بفضله ... كما بهر «8» البدر النّجوم السّواريا
فما مرتع الجيران «9» إلّا جفانكم «10» ... تبارون أنتم والرياح تباريا