وابن زرب. وعمر عمرا طويلا. حدث عنه جماعة من العلماء. وتوفي في ذي الحجة سنة اثنتين وأربع مائة. وكان يلتزم صناعة الخرازين. قرأت هذا بخط أبي عبد الله بن عتاب وأبي علي.
سمع بقرطبة: من أبي عيسى الليثي وغيره. ورحل إلى المشرق فحج ولقي بمكة أبا الحسن بن جهضم وسمع منه ومن غيره. وصحب في رحلته أبا محمد بن أبي زيد فناظره وأعجب أبو محمد بحفظه ومعرفته. وكان فقيها حافظا ذاكرا للمسائل بصيرا بالأحكام مع الورع والفضل والدين والتواضع والتحفظ بدينه ومروءته. واستقضاه الخليفة هشام بن الحكم بقرطبة مرتين فقضى بين الناس أحسن قضاء وسار بأحسن سيرة. وكان يؤذن في مسجده ويقيم الصلاة فيه في مدتي قضائه، ونالته نفعه الله محنة شديدة من قبل البرابرة حين تغلبهم على قرطبة؛ وبلغوا منه مبلغا عظيما وحبس بقصر قرطبة إلى أن توفي به، وأخرج إلى الناس مغطى في نعش وصلي عليه بجوار الباب الغربي من الجامع ودفن يوم الأحد لأربع عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة أربع وأربع مائة. ودفن بالربض وصلى عليه حماد الزاهد.
روى عن أبي بكر بن السليم، وأبي بكر بن القوطية وغيرهما. وكانت له رحلة إلى المشرق ولم يكتب فيها إلا عن قليل، وتوفي سنة أربع وأربع مائة. نقلته من خط ابن عتاب وحدث عنه أيضا قاسم بن إبراهيم الخزرجي وذكر أنه أجاز له ما رواه.