ونزل معنا في موضعه الذي كان يقرأ فيه قال لنا: أمنوا على دعائي. ثم رفع يديه وقال: اللهم اكفينه، اللهم اكفينه، اللهم اكفينه فأمنا. قال: فأقعد ذلك الرجل وما دخل الجامع بعد ذلك اليوم.
وتوفي رحمه الله يوم السبت ودفن ضحى يوم الأحد لليلتين خلتا من المحرم سنة سبع وثلاثين وأربع مائة. ودفن بالربض وصلى عليه ابنه أبو طالب محمد بن مكي. ذكر وفاته ابن حيان وغيره.
المبارك بن سعيد بن محمد بن الحسن الأسدي البغدادي، يعرف: بابن الخشاب؛ يكنى: أبا الحسن.
قدم الأندلس من بغداد تاجرا سنة ثلاث وثمانين وأربع مائة. وحدث عن أبي عبد الله القضاعي بكتاب الشهاب له وعن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب بتاريخه في رجال بغداد، وعن أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وغيرهم. وقد سمع منه بقرطبة أبو علي الغساني وغير واحد من شيوخنا. وسمع هو أيضا بقرطبة من أبي مروان بن سراج كتاب النوادر لأبي علي البغدادي، وسمع أيضا بالمرية من أبي إسحاق بن وردون كتاب أحكام القرآن للقاضي إسماعيل. وكان من أهل الثقة، والصدق، والثروة. ثم قفل من الأندلس وانصرف إلى بغداد إلى أن توفي بها بعد التسعين وأربع مائة.
قدم الأندلس وسكن طليطلة مرابطا بها. حدث عنه أبو محمد بن ذنين الزاهد. ونقلت خبره من خطه. وقال: ولد أبو ثلاث عشرة وثلاث مائة.
موفق بن سيد بن محمد السلمي الشقاق: من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا تمام. أصله من أروش من بلاد الغرب.
وكان رجلا منقبضا طاهرا من أهل الفضل