له رحلة إلى المشرق حج فيها ولقي أبا معشر الطبري المقرئ وأخذ عنه وعن غيره. ولقي أبا عبد الله محمد بن شريح وأخذ عنه، ولقي أبا الوليد الباجي بإشبيلية وجالسه. وعني بالقراءات ورواياتها وطرقها؛ وجمع في معناها كتبا أخذها الناس عنه مع سائر ما رواه. وسمعت بعض شيوخنا يضعفه. وتوفي رحمه الله بمالقة في شوال سنة ستٍّ وعشرين وخمس مائة.
مالك بن عبد الله بن محمد العتبي اللغوي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد، ويعرف: بالسهلي من سهلة. المدور.
روى عن القاضي سراج بن عبد الله، وأبي مروان الطبني وأبي مروان بن حيان، وأبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي عبد الله محمد بن عتاب الفقيه، وأبي بكر المصحفي، وأبي مروان بن سراج وغيرهم. وكان من أهل المعرفة بالآداب واللغات والعربية ومعاني الشعر مع حضور الشاهد والمثل، مقدما في ذلك على جميع أصحابه، ثقة فيما رواه ضابطا لما كتبه، حسن الخط، جيد الضبط، وكتب بخطه علما كثيرا وأتقنه وجوده. أخذ الناس عنه. وكان يقول لم أترك عند التميميين شيئا إلا قرأته عليهما يعني بذلك الطرابلسي والطبني. وتوفي رحمه الله صبيحة يوم السبت لثمان خلون من شعبان سنة سبع وخمس مائة من علة خدر طاولته، ودفن بمسجد يوسف بن بسيل بن حبة بن درهمين.
وقرأت تاريخ وفاته على قبره بالمسجد المذكور بعد أن سألت عنها غير واحد من أصحابه فما عرفوها على قرب عهدهم بها.
قال لي ابن رضا: ومولده سنة سبع وثلاثين وأربع مائة.