وتوفي بمدينة طليطلة أعادها الله في أيام النصارى دمرهم الله سنة ثمانٍ وثمانين وأربع مائة.
روى ببلده عن أبي بكر جماهر بن عبد الرحمن، وأبي الحسن بن الألبيري، وابن ما شاء الله وغيرهم. وأجاز له أبو عمر بن عبد البر، ورحل إلى المشرق وحج وأخذ عن هياج المقرئ الزاهد، وسعد بن علي الزنجاني، وأبي إسحاق الحبال، والقاضي أبي الحسن الخلعي، ونصر بن الحسن السمرقندي لقيه بالإسكندرية وجماعة كثيرة سواهم. وعني بالرواية وجمعها والإكثار منها. وكان عنده خيرٌ وانقباضٌ أخبرنا عنه شيخنا أبو الحسن بن مغيث وقال: أجاز لي إذ قدم علينا قرطبة ورأيت خطه بذلك له في شعبان سنة إحدى وثمانين وأربع مائة. وسكن باجة وغيرها من بلاد الغرب وبها توفي رحمه الله.
محمد بن يحيى بن مزاحم الأنصاري المقرئ الخزرجي؛ سكن طليطلة يكنى: أبا عبد الله. وأصله من أشبونة.
له رحلة إلى المشرق، وأكثر الرواية هنالك، ولقي القضاعي وغيره. وكان نهاية في علم العربية ومن تأليفه كتاب الناهج للقراءات بأشهر الروايات وقد أخذ عنه أبو الحسن العبسي المقرئ، وابن مطاهر وغيرهما. وتوفي في آخر سنة؛ أو في أول سنة اثنتين وخمس مائة.
محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله المقرئ: من أهل سرقسطة؛ يكنى: أبا عبد الله.
روى عن أبي عبد الله بن شريح المقرئ، وأبي عبد الله بن المهلب وغيرهما.