روى بقرطبة عن القاضي يونس بن عبد الله، والقاضي أبي المطرف بن فطيس، والقاضي أبي بكر بن وافد، وأبي عبد الله الحذاء، وأبي أيوب بن عمرون، وأبي محمد ابن بنوش، وأبي بكر التجيبي، وأبي علي الحداد، وابن أبي زمنين، والقنازعي، وابن الرسان، وأبي القاسم الوهراني وجماعة كثيرة سواهم.

وسمع بطليطلة من أبي محمد بن عباس الخصيب، وأبي المطرف ابن أبي جوشن وحكم بن منذر، وأبي محمد الشنتجالي وغيرهم. وخرج عن قرطبة في الفتنة وقصد طليطلة فسكنها وولاه أبو محمد بن الحذاء أيام قضائه بها أحكام القضاء بطلبيرة فسار فيهم بأحسن سيرة، وأقوم طريقة، وعدل في القضية. وعني بالحديث وكتبه وسماعه وروايته وجمعه.

وكان: من أهل النباهة. واليقظة والمشاركة في عدة علوم، وكان أديبا حليما وقورا، وكان قد نظر في الطب وطالع منه كثيراً وعنى به، وكان من المجتهدين بالقرآن كان له منه حزب بالليل وحزب بالنهار، وكان كثير الالتزام لداره لا يخرج منه إلا لصلاةٍ أو لحاجةٍ. وكان يتناول شراء حوائجه بنفسه حتى البقل، ولا يخالط الناس، ولا يداخلهم. وكان كثيرا ما ينشد في مجالسه متمثلا:

لله أيام الشباب وعصره ... لو يستعار جديده فيعار

ما كان أقصر ليله ونهاره ... وكذاك أيام السرور قصار

وقرأت بخط أبي الحسن الإلبيري المقرىء وقد ذكر أبا عمر بن سميق هذا في شيوخه فقال: كان رحمه الله رجلا صالحا، حسن الخلق، كثير التواضع. محبا في أهل السنة. متبعا لآثارهم، متحليا بآدابهم وأخبارهم. وولى: قضاء طلبيرة فحمدت سيرته،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015