ذكره ابن خزرج وقال: توفي في شوال سنة ستٍ وأربعين وأربع مئة. ومولده فيما أخبره سنة تسع وستين وثلاث مائة.
عبد الرحمن بن أحمد بن خلف: من أهل طليطلة، يعرف: بابن الحوات، ويكنى: أبا أحمد.
له رحلةٌ إلى المشرق حج فيها ولقي أبا بكر المطوعي وغيره. ذكره الحميدي وقال: كان إماما مختارا يتكلم في الفقه والاعتقادات بالحجة القوية، قوي النظر، ذكي الذهن، سريع الجواب، مليح اللسان، وله تواليفٌ فيما تحقق به. وله مع ذلك في الأدب والشعر بضاعةٌ قوية. لقيته بالمرية وأنشدني كثيرا من شعره ومنه:
ولما غدو بالغيد فوق جمالهم ... طفقت أنادي لا أطيق بهم همساً
عسى عيسى من أهوى تجود بوقفةٍ ... ولو كوقوف العين لاحظت الشمسا
فإن تلفت نفسي بعد وداعهم ... فغير غريبٍ ميتةٌ في الهوى يأسا
قال: ومات بعد خروجي من الأندلس قريبا من سنة خمس وأربع مئة فيما بلغني. قال غيره: توفي بالمرية في المحرم سنة ثمانٍ وأربعين وأربع مئة. وقد أوفى على الخمسين.
عبد الرحمن بن أحمد بن زكرياء، يعرف: بابن زاها. من أهل طليطلة، يكنى: أبا محمد.
سمع: من عبدوس بن محمد، ومن الخشني محمد بن إبراهيم. وكان نبيلا فصيحا أنيس المجلس، كثير المثل والحكايات. وكان آخر عمره قد لزم داره. وكان يسمع عليه فيها. وكان يقرأ في كل يوم في المصحف قبل السماع عليه. وتوفي في صفر سنة تسعٍ وأربعين وأربع مئة. ذكره. ط.