ولي القضاء بقرطبة في التاريخ المذكور. وتقلد بعد ذلك خطة الصلاة مكان ابن الشرفي لليلة بقيت من جمادى الأولى سنة أربع وتسعين وثلاث مائة، فلم يزل يتقلدهما معا إلى أن صرف عنهما يوم الخميس لثلاث خلون من ذي الحجة سنة أربع وتسعين وتولى ذلك أبو المطرف بن فطيس.
ثم عزل ابن فطيس وأعيد ابن ذكوان إلى قضاء قرطبة والصلاة معا فلم يزل يتقلدهما معا إلى أن صرف عنهما يوم الخميس لخمس خلون من جمادى الأولى سنة إحدى وأربع مائة وامتحن محنته المشهور عند الناس. فدعي بعد ذلك إلى القضاء بقرطبة فلم يجب إليه البتة، ولم يقطع السلطان أمرا دونه إلى أن مات في حاله تلك، وهو عظيم أهل الأندلس قاطبة، وأعلاهم محلا، وأوفرهم جاها فدفن صلاة العصر من يوم الأحد لتسع بقين من رجب سنة ثلاث عشرة وأربع مائة بمقبرة بني العباس، ولم يتخلف عنه كبير أحدٍ من الخاصة والعامة. وشهده الخليفة يحيى بن علي بن حمود، فقدم للصلاة عليه أخاه أبا حاتمٍ.
وكان: مولده في جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة، فكانت مدته في القضاء في الدولتين سبع سنين وستة أشهر وتسعة أيام. ذكر ذلك كله ابن حيان واختصرته من كلامه واحتفاله.
أحمد بن محمد بن أحمد الأديب الفرضي، يعرف: بابن الطنيزي: من أهل قرطبة سكن إشبيلية، يكنى: أبا القاسم.
روى عنه الخولاني وقال: كان يؤدب بالحساب، نبيلا فيه بارعا. وله تأليف حسن في الفرائض والحجب على قول زيد بن ثابت، ومذهب مالك بن أنس رضي الله عنهما. قرأته عليه وأخذته عنه في صفر من سنة ثلاث عشرة وأربع مائة. وكذلك تأليفه الثاني في الفرائض على الاختصار في التاريخ. وأجاز لي جميع تواليفه، ورحل إلى المرية في التاريخ المذكور وبها توفي رحمه الله.